الحرية- بشرى سمير:
بحث المكتب المركزي للإحصاء في سوريا، برئاسة مديره العام الدكتور أنس سليم، آليات تطوير منظومة العمل الإحصائي مع الدكتور عبد الله الدردري، الأمين العام المساعد والمدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية، والوفد المرافق له، وذلك خلال اجتماع رسمي عُقد في دمشق اليوم.
وشكّل اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على التحديات التي واجهت العمل الإحصائي خلال السنوات الماضية، خاصة نتيجة الحرب التي أثّرت على القدرات المؤسسية، والبنية التحتية، والكادر البشري.
وأكد الدكتور سليم أن القطاع الإحصائي، الذي أُهمل طويلاً، بدأ باستعادة عافيته عبر خطة إعادة هيكلة شاملة تهدف إلى تحديث أدواته وتطوير كوادره.
وأوضح أن المكتب يعمل على تأسيس منصة إلكترونية تفاعلية لعرض المؤشرات الإحصائية الخاصة بالتنمية المستدامة، مدعومة ببيانات ورسوم بيانية تتيح للمؤسسات الحكومية والمجتمع الاستفادة من المعلومات الدقيقة لاتخاذ قرارات مستنيرة. كما يتم التحضير لتنفيذ تعداد سكاني شامل، إلى جانب مجموعة من المسوح الدورية وغير الدورية التي تغطي مختلف القطاعات.
وأضاف سليم: الخطة الجديدة تتبنى المعايير الدولية في العمل الإحصائي، وتولي أهمية قصوى لسرية البيانات وحماية خصوصية الأفراد، مؤكداً أن التحول الرقمي سيكون جزءاً أساسياً من عملية النهوض بالقطاع.
من جهته، جدّد الدكتور الدردري التزام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعم جهود الحكومة السورية في هذا المجال، معلناً عن تخصيص مبلغ 100 مليون دولار لدعم برامج التنمية في عدد من الوزارات، ضمن رؤية ترتكز على إعادة الإعمار وتحقيق استقرار مؤسسي واقتصادي مستدام.
وأشار إلى أنه تم إنشاء وحدة متابعة وتنفيذ بالتنسيق مع مديريات التعاون والتخطيط الدولي لضمان كفاءة تنفيذ البرامج، دون التدخل في الشؤون التشغيلية للوزارات، مشدداً على أهمية الاستفادة من الخبرات الدولية، لا سيما في مجالات السياسة النقدية، والمالية العامة، والحوكمة الرقمية. واستعرض الدردري نماذج ناجحة في العمل الإحصائي على المستوى العربي، مثل مكتب الإحصاء الفلسطيني الذي يُعد رائداً في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يليه المكتب العراقي.
كما أشار إلى وجود مشروع إقليمي قيد التنفيذ لتطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط الاقتصادي والزراعي، وربطه برؤية تنموية متكاملة.
وفي ختام اللقاء، اتفق الطرفان على إعداد مذكرة تفصيلية تتضمن الاحتياجات التقنية والبشرية واللوجستية لتطوير عمل المكتب المركزي للإحصاء، بما يُمكّنه من أداء دوره كجهة وطنية موثوقة في إنتاج البيانات وتحليلها، بما يدعم عملية صنع القرار على المستويات كافة.