الحرية – نهى علي
بدأت الحكومة بتصويب خلل كبير تعاني منه منظومة التعليم العالي في سوريا، يتعلق بتعويضات الهيئات التدريسية المتفرّغين في الجامعات الحكومية.
وأصدر رئيس مجلس الوزراء مؤخراً، قراراً يقضي بمنح أعضاء الهيئة التعليمية المتفرغين في الجامعات الحكومية تعويض تفرغ بنسبة ١٠٠٪ لعضو الهيئة التدريسية و ٥٠٪ لعضو الهيئة الفنية و ٢٥٪ للمعيدين.
د. التركاوي: زيادة تعويضات أعضاء الهيئات التعليمية يعزز البحث العلمي نحو أبحاث أصيلة تخدم التنمية
تشجيع البحث العلمي
ويرى الأستاذ الدكتور عمار التركاوي أستاذ القانون العام في جامعة دمشق، أن هذا القرار يعد أمراً مهماً جداً في تحسين الواقع المعيشي لأساتذة الجامعات، ويحقق لهم الأمن والاستقرار الوظيفي ويشجعهم على البحث العلمي وإنجاز بحوث أصيلة، تسلط الضوء على المشكلات الموجودة وتقترح الحلول الناجعة لمعالجتها، وهو الأمر المحوري والضروري في مرحلة إعادة الإعمار وبناء سورية الجديدة.
تفرّغ واستقرار
وأضاف د. التركاوي في تصريح ل “الحرية”: إن أساتذة الجامعات، وهم النخب الفكرية والعلمية في سورية، حينما يشعرون بالأمان الوظيفي ويحصلون على دخل مناسب سيتفرغون لأداء رسالتهم الأكاديمية بدقة وتفان وإخلاص، لتخريج جيل وطني واع مستعد لبناء سورية الجديدة، والتي نأمل أن تستعيد ألقها ومكانتها في المحيط العربي والاقليمي والدولي .
وفي هذا المجال يعتقد أستاذ القانون العام، أنه من الضروري جداً أن تُقام ندوات وورشات عمل مكثفة بإشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتسليط الضوء على واقع التعليم العالي في سورية، وأهم التحديات التي تواجهه وكيفية تذليل العقبات للنهوض به والارتقاء بمستواه، حتى تعود جامعاتنا السورية إلى المكانة التي تليق بها على المستوى العربي والدولي.
ردم الفجوة
جدير ذكره أن الرواتب والتعويضات الهزيلة التي كان يتقاضاها أساتذة الجامعات وعموم أعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات الحكومية السورية، كانت قد أدت إلى تشتيت العملية التعليمية وإضعافها، وبالتالي الانحدار بمستوى مخرجات التعليم العالي، وزعزعت الثقة بالجامعة السورية على المستوى العربي والدولي.
ودفعت بمعظم أساتذة الجامعات إلى البحث عن فرص موازية في الجامعات الخاصة التي تعتمد بشكل شبه مطلق على كوادر الجامعات الحكومية.
و من المهم أن يكون قرار رئيس مجلس الوزراء هذا، مقدمة لقرارات قادمة داعمة لأوضاع أعضاء الهيئات التدريسية، وتتكفل بتمكينهم من تعزيز حضور جامعاتهم وأثرها في التنمية المجتمعية عموماً.