برامج إنسانية متعددة تقدمها مؤسسة “أليسار” لرعاية ومعالجة أطفال السرطان

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – حسيبة صالح:

تلعب المؤسسات الإنسانية والخيرية في سوريا دوراً حيوياً وأهمية كبيرة في ظل التحديات الهائلة التي تواجه البلاد، إذ تقدم هذه المؤسسات خدمات حيوية كالعلاج الطبي والتعليم والإغاثة الغذائية والدعم النفسي ما يساعد في سد الفجوة الناتجة عن نقص الخدمات العامة، وتعتبر طوق نجاة للشرائح الأكثر ضعفاً كالأطفال والنساء والمرضى، وتوفر منصة لتكاتف المجتمع وتضامنه ما يعزز روح التعاون والإحساس بالمسؤولية الجماعية. وتسعى هذه المؤسسات لبناء جيل واعٍ وقادر على التغلب على الصعوبات من خلال التعليم والتثقيف وتعمل على تعزيز الأمل في نفوس المواطنين وتشجيعهم على الإيمان بمستقبل أفضل.
مؤسسة “أليسار” لرعاية ومعالجة أطفال السرطان، واحدة من المبادرات الإنسانية الرائدة في سوريا وتحمل اسم (أليسار) تيمناً بالملكة الفينيقيّة التي واجهت التحديات بشجاعة، وهو ما يعكس روح التفاؤل والإرادة التي تسعى المؤسسة لغرسها في قلوب الأطفال المصابين بالسرطان.
في تصريح لصحيفة الحرية أوضحت أمين سر المؤسسة باسمة صافيا، أن مؤسسة “أليسار” هي عبارة عن مشروع اجتماعي طبي حضاري.. تحاكي في مشروعها الطبي المجاني الحضارة السورية عبر التاريخ.. وذلك لإقامة مشفى ومركز أبحاث بمواصفات عالمية، تليق بأطفال سوريا وعائلاتهم، تعمل المؤسسة بعقلية الانفتاح على الجميع ومشروعها في خدمة المجتمع وخاصة الأطفال المصابين بمرض السرطان، هذه المؤسسة المشهرة بقرار من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل رقم /1397/بتاريخ 2020/03/25، وتسعى للبدء بتقديم العلاج المجاني للأطفال ضمن برامج متعددة، أهمها برنامج تشخيص المرض ومعالجة الطفل المصاب، برنامج تسكين الألم، برنامج الوقاية من المرض، برنامج الدعم النفسي والاجتماعي، برنامج التغذية، برنامج البحث العلمي.
وتضيف صافيا: الهدف من التأسيس تقديم الرعاية والعلاج للأطفال والتخفيف من عبء الألم عليهم، والوقوف مع ذويهم ضمن الإمكانيات المتاحة، مع ظهور حالات كثيرة بالمجتمع السوري لمرض السرطان وخاصة للأطفال، وهذا ما كان دافعاً لنا للتأسيس المؤسسة من قبل علي دياب ود.سمير بركات وباسمة صافيا
ود.نديم طراف وعمر جديد.
أما عن الخدمات التي تقدمها المؤسسة فتقول صافيا: متابعة المريض صحياً بالمشافي والمراكز الصحية خلال فترة العلاج، تقديم الأدوية اللازمة بشكل مجاني والمساعدة العينية لبعض العمليات الجراحية، المساعدة في تأمين الصور والتحاليل بشكل مجاني، أقامة ندوات توعوية وتثقيفية لذوي الأطفال المصابين من أجل الوقاية، وإدارة الحالة وأهمية الكشف المبكر عن المرض، تقديم العديد من البرامج التعليمية مثل اللغات والموسيقى للأطفال من أجل دمج الأطفال بالمجتمع ومتابعتهم دراسيأ، كما تقوم المؤسسة بالتشبيك مع بعض الجهات التي تدعم أطفال السرطان مثل منظمة الصحة وتنظيم الأسرة وجمعية بسمة.
وتؤكد صافيا على التحديات التي تواجه المؤسسة، مثل عدم وجود مقر مناسب لإقامة نشاطات للأطفال وذويهم بشكل آمن، والتمويل الذاتي والذي لا يلبي احتياجات المؤسسة، وعدم وجود وسيلة نقل خاصة بالمؤسسة لنقل الأطفال المرضى خلال العلاج، افتقار المقر المؤقت للتجهيزات والمعدات اللوجستية والضرورية للأطفال، ولا توجد حالياً شراكات مع المنظمات الدولية، ولكن تسعى قريباً لقيام شراكات حقيقية معها.
وفي السياق تقول صافيا: هناك خطط مستقبلية للمؤسسة بتوسيع نشاطها ليشمل محافظات عديدة وخاصة التي يوجد فيها إحصاء عالٍ لهذا المرض مثل حماة ودير الزور وحلب، كذلك إقامة مركز للتسريب الدوائي، وأقامة مشفى خاص بمعالجة أطفال السرطان، ومركز للبحث العلمي لمواكبة آخر ما توصل إليه العلم في معالجة هذا المرض والاستفادة من خبرات وتجارب الدول المتقدمة في هذا المجال.
وتؤكد صافيا على أهمية الشركات والمنظمات في تقديم المساعدة بعدة أشكال من خلال إقامة فعاليات يعود ريعها لصالح أطفال المؤسسة، وكذلك الأفراد يمكنهم التبرع لحساب المؤسسة، مشيرة إلى أهمية النشاطات الاجتماعية التي تقوم بها المؤسسة في رفع الروح المعنوية لدى الأطفال المرضى وذويهم ومن هذه النشاطات (أطفال أليسار شجعان)، وذلك بالتعاون مع كنيسة الاتحاد الإنجيليّة، حيث تخلل النشاط مسرحية للأطفال وجلسة توعية لذويهم و”كورس” باللغة الإنكليزية للأهالي وفترات ترفيهية متنوعة للأطفال، ولمحة عن الإسعافات الأولية وتوزيع هدايا رمزية.
وختمت صافيا: هذه المؤسسات ليست مجرد جهات تقديم خدمات، بل هي شريان حياة يعزز الأمل والتماسك في سوريا، وبفضل جهودها يمكن للمجتمع أن يستعيد توازنه ويخطو نحو مستقبل أفضل رغم التحديات، إن دعم هذه المؤسسات واستدامتها يعد استثماراً حقيقياً في بناء وطن قوي ومتماسك.

Leave a Comment
آخر الأخبار