الحرية – ربا أحمد:
لم تكن لحظة تتويج في بطولة وإنما هي لحظة تتويج لعمر من التعب والشغف والتدريب، لسنين من الأمل والإصرار لدى لاعبة الجمباز الايقاعي حلا غنوم التي رفعت راية سوريا عالية في البطولة الدولية في ماليزيا 2025 .
حلا غنوم ذات 16 عاماً ابنة محافظة طرطوس، ولاعبة الجمباز الايقاعي جاءت من بطولة ماليزيا الدولية محققة ثلاث ميداليات برونزية ، ممثلة دولتها سوريا في البطولة لأول مرة، ولكن أرادت تحقيق حلم بلادها بالرغم من مواجهتها لصعوبات كبيرة لم تستطع أن تقف في وجهها وأمام جسدها الذي تناغم مع رغبتها بعد 12 سنة من ساعات التدريب المستمر ..
بطولة ماليزيا ..
وفي لقاء لصحيفة الحرية مع البطلة حلا غنوم ، أكدت بأن كان لها الشرف بتمثيل سوريا في البطولة الآسيوية في ماليزيا للجمباز الإيقاعي والتي تمت بمشاركة 12 دولة وامتدت بين 8_23 تشرين الثاني، حيث شاركت بفئة السيدات بأداتي الكرة والشريط وحققت المركز الثالث والميداليات البرونزية في كل منهما كما حصلت على المركز الثالث في أداء الفردي العام .
وتعدّ هذه البطولة هي أول مشاركة دولية بعد أن حققت المراكز الأولى في بطولة الجمهورية ( شمس أكاديمي) 2022 وبطولة الجمهورية 2023 والبطولة المدرسية 2024 .
وبعد أن استطاعت الحصول على المراكز الأولى في بطولة توكوفت المقامة أون لاين في الولايات المتحدة الأمريكية لثلاث سنوات متتالية.
رفع راية سوريا ..
وأضافت غنوم أن بطولة ماليزيا جاءت تتويجاً لتعب سنين متواصلة ، قضت خلالها الكثير من الساعات يومياً في صالة التدريب ، وبالإصرار والالتزام تمكنت من رفع راية بلدها في المحافل الدولية، وكل ذلك بإشراف وتدريب الكوتش سراب خليل التي رافقتها خلال تلك السنوات دون كلل أو ملل ..
وأشارت غنوم إلى أن فور عودتها من ماليزيا استقبلها رئيس الاتحاد السوري للجمباز الإيقاعي يوسف الطباع ، مقدماً المباركات على الإنجاز، وأعرب عن سعادته وفخره بما قدمته وبرفع اسم سوريا عالمياً.
صعوبات عديدة..
وعن الصعوبات التي تواجه اللاعبة غنوم في لعبتها وتدريبها، أوضحت أن أبرز المشكلات هو عدم توفر صالة للحمباز الإيقاعي والتي تتطلب وجود سقف عالٍ لتتمكن اللاعبة من التدريب بشكل جيد ، إضافة إلى عدم توافر الأدوات الأساسية الخاصة باللعبة سواء الكرة أو الشريط والصولجان والإطار أو المساعدة .
حيث عانت غنوم قبل التوجه إلى البطولة الدولية من عدم وجود صالة مخصصة لهذا النوع من الرياضة فهي ستؤدي البطولة في صالات متخصصة ولن تكون معتادة عليها، فاضطرت للتدرب في ملعب كرة السلة بطرطوس لتستطيع رمي الأدوات عالياً والإمساك بها بالرغم من عدم توافر البساط لتتمكن من القيام ببقية تدريباتها، لتعود وتتجه إلى صالة الجمباز الإيقاعي المتواضعة للتدرب على الحركات الأرضية، وبينما هي بحاجة لمساحة كافية فكانت تضطر للتوجه إلى صالة المتفوقين، أي احتاجت ثلاث صالات لتكمل تدريبها لعدم توافر صالة الجمباز الإيقاعي المتخصصة النظامية بطرطوس.
وبالتالي عند أدائها للبطولة كانت هي المرة الأولى التي تقدم فيها رياضتها ضمن صالة جمباز إيقاعي حقيقية ما أوجد لديها فرقاً كبيراً في الأداء وحققت الإنجاز، متمنية أن يتم إنشاء صالة لهذه الرياضة تتوفر فيها كل الشروط المطلوبة للأجيال القادمة.
حلم لن ينته..
وفي النهاية أكدت غنوم أنها مستمرة في الحلم مهما بلغت الصعاب وستبقى روحها تحمل الأمل بالمجد والعلا لها ولوطنها ولعائلتها الذين قدموا لها كل ما استطاعوا من دعم مادي ومعنوي والذين احتضنوا حلمها وأمسكوا بيدها ليسيروا معها على درب تحقيق هدفها وحلمها ، ولتتوج تعب مدربتها الكوتش سراب خليل ودعم الكوتش لجين أحمد اللذين شاركوها مجهودها وفرحتها في ماليزيا، فكانوا ضوءاً ينير طريق التتويج والنصر.