الحرية – باسمة اسماعيل:
أطلقت جامعة اللاذقية اليوم بالتنسيق مع بنك الدم في المحافظة، حملة تبرع بالدم تهدف إلى دعم المخزون الطبي، والحفاظ على استمرارية الخدمات العلاجية، وجمعت المبادرة عدداً من طلاب الكليات الطبية وعمداء الجامعة وأساتذتها، بروح تعبق بمعاني عيد التحرير، وبخطوة تعكس أثر التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والصحية.
وفي تصريحها لـ “الحرية”، أكدت رئيسة مركز بنك الدم في اللاذقية الدكتورة سوسن حرفوش، أهمية حملة اليوم التي جاءت برعاية رئيس جامعة اللاذقية ونائبه بمناسبة عيد التحرير، معتبرة أنها خطوة إنسانية بالغة الأهمية لتعزيز مخزون الدم، الذي يشهد احتياجاً مستمراً، وقد بلغ عدد المتبرعين في الحملة 40 متبرعاً من طلاب الكليات الطبية والعمداء وأعضاء الهيئة التدريسية.

وأعربت عن أملها في أن تسهم الحملات المتتالية داخل الجامعة، ومن الجهات الحكومية الأخرى، وحالياً مع تخرج دفعات جديدة من الكليات كافة الذين يطلب منهم وثيقة تبرع بالدم، يساعد في تحسين رصيد وحدات الدم خلال الأشهر القادمة.
وأشارت إلى أن حملات التبرع تمثل دعماً أساسياً للمركز، في ظل التراجع الحاد في معدلات التبرع خارج الحملات، مبينة أن الإقبال المباشر على التبرع “ضعيف جداً” ويضع المركز في حالة عجز متكرر.
وأضافت إن معظم المتبرعين خلال الحملات يأتون من الفئات والجهات ذاتها التي اعتادت المشاركة، ما يزيد من صعوبة تأمين احتياجات المرضى في الأوقات العادية.
وأضافت: الوضع بحاجة حالياً لتفعيل الجهات ليتم تفادي النقص، ففي أيام النقص لا يتجاوز عدد المتبرعين 50 متبرعاً فقط وبعضهم من أهالي مرضى، حيث يحتاج المركز يومياً حوالي 100 كيس دم، وبالنسبة للصفيحات حوالي 70 كيساً تقريباً.
وتابعت: طبعاً في أيام الحاجة يكون الاحتياج للدم أكبر بحسب عدد مرضى الأورام الذين ينقل لهم الدم.
وكشفت د. سوسن أن وثيقة التبرع، التي كانت تُطلب سابقاً من عدة جهات، لعبت دوراً مهماً في دعم مخزون بنك الدم، إلا أن عدم التزام بعض المؤسسات بتفعيلها — رغم صدور مرسوم بإعادة التبرع الإلزامي — ساهم في تفاقم النقص، خاصة في إجراءات مثل الحصول على شهادة السواقة أو التسجيل الجامعي.
وفي سياق متصل، أشارت د.حرفوش إلى أن واقع مركز بنك الدم شهد تحسناً ملحوظاً بعد التحرير، بفضل الدعم الذي قدمته منظمة “وطن” للمؤسسة العامة لبنوك الدم في مختلف المحافظات، بما فيها دعم البنية التحتية لمركز اللاذقية، مضيفة: سيتم وصول تجهيزات جديدة إلى المركز خلال الأسبوع المقبل، الأمر الذي سيعزز قدرته على تلبية الطلب المتزايد على وحدات الدم.
ترسيخ قيم العطاء..
تجسد حملة التبرع بالدم في جامعة اللاذقية بمناسبة عيد التحرير، نموذجاً مضيئاً للتكافل الإنساني، والشراكة الفاعلة بين المؤسسات التعليمية والصحية، ومع تصاعد الحاجة إلى الدم لإنقاذ حياة المرضى، يبقى التبرع خطوة وطنية نبيلة تعيد الروح للتعاون المجتمعي وترسخ قيم العطاء والمسؤولية.