الحرية – عمار الصبح:
شهدت العديد من مناطق محافظة درعا هطولات مطرية متفاوتة الغزارة خلال أيام المنخفض الجوي الذي ساد في اليومين الماضيين، ما أشاع حالة من الارتياح في نفوس المزارعين الذين استبشروا خيراً بأمطار بداية الموسم.
ووفقاً لنشرة الاستمطار الصادرة عن وزارة الزراعة، كانت مناطق الريف الشرقي من المحافظة الأكبر هطولاً، إذ سجلت مدينتي بصرى الشام والمسيفرة 12 ملم، ثم مدينة درعا وتل شهاب والشيخ مسكين بمعدل هطول بلغ 10 ملم لكل منها، وسجلت الصنمين 7 ملم وإزرع 8 ملم ونوى 6 ملم.
وأظهرت نشرة الأمطار تحسناً واضحاً في نسب الهطول بالمقارنة مع ما كانت عليه في الموسم الماضي، إذ تجاوز معدل الهطول المطري في مدينة نوى لهذا الموسم 60 ملم حتى الآن، فيما لم يكن يتجاوز 15 ملم للفترة نفسها من العام الماضي، كما سجلت مدينة بصرى الشام معدل هطول بلغ حتى الآن قرابة 45 ملم مقابل 5 ملم فقط في الموسم الماضي.
واستبشر مزارعو المحافظة بأمطار الخير، لتحيي آمالهم بتعزيز القطاع الزراعي والنباتي والحيواني، ما يسرّع على حدّ قولهم من زراعة محاصيلهم حسب ما هو مخطط لها، والتي عادة ما تبدأ بالشعير، معربين عن أملهم في أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من الأمطار ما يشجع على زراعة ما تبقى من الأراضي واستكمال الخطة الزراعية.
وتأتي الأمطار بعد موجة من الجفاف التي ضربت المنطقة خلال موسم الشتاء الماضي، ما أدى إلى تضرر الموسم الزراعي، خصوصاً في ظل تفاقم أزمة الماء وتراجع مخزون السدود إلى مستويات قياسية.
وأوضح المتخصص في الشأن الزراعي المهندس عبد الرحمن السعدي في حديثه لصحيفة “الحرية” أن أمطار بداية الموسم تعطي الأمل بنجاح زراعة المحاصيل الشتوية والحقلية، كما أنها تعطي جرعة إنعاش للخضار الشتوية المزروعة على مساحات واسعة، ما يقلل من تكاليف الري على المزارعين، مشيراً إلى أهمية هذه الأمطار في تعزيز الغطاء النباتي والمساحات الرعوية التي تتغذى عليها قطعان الماشية، وأيضاً زيادة من منسوب المحصول المائي والمسطحات المائية.
ودعا السعدي المزارعين إلى مواصلة زراعة أراضيهم بالمحاصيل الشتوية الرئيسية، وخصوصاً محصولي القمح والشعير، حيث من المتوقع أن تمتد زراعتهما حتى أواخر الشهر الجاري.
وفيما يأمل مزارعو المحافظة بتواصل الأمطار خلال شهور الشتاء القادمة، تظل الآمال معلقة على توفير مستلزمات الإنتاج الأساسية لضمان الوصول إلى موسم زراعي جيد يعوّض بعضاً من الخسائر التي تكبدونها خلال الموسم الماضي، والذي شهد خروج معظم المساحات المزروعة بالشعر والقمح البعل من حيز الإنتاج بسبب الجفاف.