الحرية- وليد الزعبي:
لم يُعد مشهد المعبر البري الجنوبي لسوريا مع الأردن الشقيق ومنه إلى دول الخليج كما كان عليه في عهد النظام البائد، بل بدأ في عهد الإدارة الجديدة يتحوّل من لوحة مشوّهة إلى لوحة جميلة تخط تفاصيلها أيادٍ مخلصة، تريد لهذا المعبر أن يكون واجهة مشرقة تليق بالقادمين إلى سوريا والمغادرين منها.
لقد كانت مناظر المخلفات المتراكمة في معبر نصيب في عهد النظام البائد مقززة ومنفرة للغاية، والجزر جرداء قاحلة والأشجار بعضها يابس والآخر لم تمتد إليه يد التشذيب والرعاية لسنوات طويلة، أما الأرصفة والأطاريف فمخربة ومهترئة، والإنارة شبه غائبة، كما أن المرافق الأخرى من بوابات دخول وخروج ومبانٍ مختلفة بحال يُرثى لها.
لكن هذا الحال تحوّل بشكل نوعي بعد التحرير، والذي يمر بالمعبر يلاحظ الفارق الكبير، إذ إن الجزر الطرقية غدت أشبه بلوحات مزينة بشتى أنواع الورود وتلتف حولها أشجار منسقة بشكل لولبي جميل، بينما جرى العمل على تشذيب أشجار النخيل المروحي، واستبدال اليابس منها ومن الأنواع الأخرى بزراعة غراس حراجية تزيينية ملائمة مكانها، والمهم أن الرعاية اليومية لا تنقطع.
كما بدأت الإضاءة تباعاً تشع في مختلف أرجاء المعبر، ما يبعث في النفس الطمأنينة ويسهم في تيسير حركة المرور للمشاة والآليات. كما تبدّل حال الأرصفة والأطاريف بعد ترميمها وطلائها، وواقع المباني أخذ كذلك بالتحوّل إلى الشكل الحضاري إثر أعمال إعادة التأهيل والترميم التي تنفذ بعناية فائقة وتحت إشراف لا يقبل أي سوء في التنفيذ، وهي أعمال لم تتوقف، بل لا تزال مستمرة وتسير بوتيرة عالية جداً، للإصرار على إنجازها بأسرع ما يمكن.
ولا يمكن إغفال حجم العمل الكبير لجهة ترحيل الأنقاض من الساحات المترامية على مساحات شاسعة في أرجاء المعبر، بالتوازي مع تسويتها وتهيئتها لـ”لبس” البساط النباتي الأخضر، الذي لا شك سيضفي جماليةً خاصة في الموقع ويحسّن من بيئته.
نعم عندما توجد الإرادة والعزيمة والنيّات الوطنية الصادقة، نستطيع أن ننهض بمختلف فعاليات ومرافق بلادنا، لتكون خدماتها بالشكل اللائق بالمواطن والضيف الزائر.
تحول نوعي

Leave a Comment
Leave a Comment