الحرية – طلال الكفيري:
تشهد تربية المواشي “أبقار- أغنام- ماعز” في ريف السويداء تراجعاً ملحوظاً هذه الأيام، وذلك لسببين رئيسيين أولهما نتيجة الأحداث التي شهدتها المحافظة خلال الأشهر الماضية، بينما السبب الثاني أن اقتناءها بات يحتاج إلى ميزانية مالية كبيرة، وتأمينها شبه مستحيل، وخاصة أن تكاليف التربية لا تتوافق على الإطلاق مع مبيع إنتاجها من الحليب ومشتقاته.
عدد من المربين أكدوا لـ”الحرية” أن أغلبهم تخلوا عن تربية المواشي كون تكاليف تربيتها بات مرتفعاً، وخاصة مع الارتفاع الكبير التي باتت تشهده أسعار المادة العلفية في السوق المحلية، ولاسيما مع وصول سعر الطن الواحد من مادة جاهز الأبقار على سبيل المثال إلى نحو 5 ملايين ليرة، فالبقرة الحلوب تحتاج إلى 4 كيلوغرامات من العلف لإنتاج كيلو واحد من الحليب، ناهيك عن ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية.
معاون مدير زراعة السويداء لشؤون الثروة الحيوانية الدكتور محمود سعيد أوضح لـ”الحرية” أنه على الرغم من تراجع أسعار المواشي بشكل كبير في الآونة الأخيرة، إلا أن الإقبال على تربيتها بات في حالة هبوط وليس صعود، وذلك نتيجة للتكاليف المرتفعة المترتبة على المربين، والتي لا تتناسب مع أسعار مبيع الحليب، فهذا كان له تأثير كبير على استقرار تربية المواشي، ما دفع بعدد كبير من المربين لبيعها.
ولفت سعيد إلى أنه ما زاد طين المعاناة بلة عند المربين، هو انعدام الربيع هذا الموسم، ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمواشي من خلال انخفاض إنتاجها من الحليب، إضافة لإصابتها بأمراض النقص الغذائي.