الحرية – دينا الحمد:
تطوير أعمدة الشراكة الاستراتيجية وتنسيق الجهود الإقليمية بين سوريا وتركيا هي محاور أساسية في المباحثات التي جرت أمس بين الحكومة السورية والوفد التركي الذي زار دمشق وترأسه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
وتحت هذه العناوين الكبرى يمكن استخلاص جملة من العناوين الأخرى التي طرحت على الطاولة، وألمح لها الجانبان بأكثر من تصريح أو تلميح أو تأكيد، بدءاً من ضرورة احترام وحدة الأراضي السورية وانتهاء بالسيادة عليها ورفض أي اعتداء عليها ولاسيما من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي.
تأكيد المؤكد يبدأ من رفض دمشق وأنقرة لأي دعوات لتقسيم الأراضي السورية، وبأي شكل من الأشكال، فسوريا دولة واحدة موحدة، وأيضاً يتفق الجانبان على ضرورة ضغط المجتمع الدولي على كيان الاحتلال لوقف اعتداءاته على الأراضي السورية، وإلزامه التقيد باتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
وهنا، وفي هذه النقطة، تصر أنقرة على أن التصعيد الخطير الذي تمثّله الاعتداءات الإسرائيلية على المنطقة، ومحاولاتها زعزعة استقرار سوريا بعملياتها الأحادية، يمس أمن تركيا القومي برمته.
وعلى النهج ذاته تشارك أنقرة رؤية دمشق بأن منطقة الجزيرة السورية جزء أساسي من سوريا والدولة توليها اهتماماً بارزاً، وأي تأخير باندماج قسد يؤثر على هذه المنطقة سلباً ويعرقل حركة الإعمار فيها، فضلاً عن ضرورة تنفيذ اتفاق 10 آذار بين الحكومة السورية وقسد واندماج الأخيرة في الحكومة السورية لأنه سيكون في صالح الجميع.
وفي جانب في غاية الأهمية تتفق وجهتا نظر الطرفين على محاربة تنظيم «داعـش» الإرهابي والتصدي له لأن خطره كبير جداً على أمن سوريا وجوارها، وعلى أهمية مكافحة الإرهاب ومنع عودة التنظيم المذكور إلى الظهور في سوريا.
وإضافة إلى هذه العناوين المهمة تتفق وجهتا نظر دمشق وأنقرة على ضرورة تفعيل التعاون الاستخباراتي والعسكري، وعودة اللاجئين السوريين، وتطوير الشراكة الاقتصادية والتجارية التي تشكل جزءاً من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
دمشق وأنقرة.. ترسيخ أعمدة الشراكة الاستراتيجية
Leave a Comment
Leave a Comment