الحرية – مركزان الخليل:
إطلالة جديدة لقوة اقتصادية كبيرة، تحمل في طياتها الكثير من الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تدخل من خلالها سوريا عالم الاقتصاد الخارجي من بوابة ” معرض دمشق الدولي” والدول المشاركة فيه، لتكون هذه الإطلالة الجانب الأكثر إضاءة لحالة التطور الاقتصادي الذي تسعى سورية لتحقيقه مستقبلاً، وفق رؤية وإستراتيجية عمل تضم كافة القطاعات الحكومية والخاصة، وتحقيق تشاركية مع الغير تخدم المصالح المشتركة لكل الأطراف.
“معرض دمشق الدولي ” ما هي إلّا ساعات قليلة وتطلق الحكومة صافرة البداية لأول معرض بعد التحرير بحلة جديدة، ومشاركات جديدة، وأهداف اقتصادية أيضاً جديدة، تتناسب مع هوية التحرير والمرحلة الجديدة.
حمزة: المعرض صورة حقيقية عن الاقتصاد السوري وتوجهه الجديد وتعبير واضح عن سوريا الحرة الجديدة
حالة تعافٍ
المدير العام للمؤسسة العامة للمعارض”محمد حمزة” أكد في تصريح لصحيفة ” الحرية” أهمية الحدث الاقتصادي الكبير الذي يحمل في مضمونه مؤشرات كثيرة، أهمها البدء في حالة تعافي الحالة الاقتصادية العامة، والدخول في تنفيذ الرؤى المطلوبة لتطوير القطاعات الاقتصادية والخدمية التي تتماشى مع التوجهات الجديدة للحكومة في بناء مكونات الاقتصاد الوطني، فمنذ بداية عام 2025 وتحديداً بداية شهر نيسان، اتخذت الإدارة الجديدة للمؤسسة السورية للمعارض قراراً جريئاً، يحمل في طياته تحدياً كبيراً لكل الظروف التي أحاطت بالجمهورية العربية السورية منذ أواخر العام 2024، وكان هذا القرار تنظيم الدورة 62 من فعاليات معرض دمشق الدولي ، وبالرغم من أن مدينة المعارض التي تعرضت للتخريب لم تكن جاهزة لاحتضان هذا الحدث، الذي بات جزءاً من النسيج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمدينة دمشق، وبالرغم من أن البنية التحتية لمساحات العرض كانت بحاجة ماسة للصيانة والتجديد، بسبب إهمالها لمدة خمسة أعوام تلت الدورة 61 لعام 2019.
خلية نحل
كل هذه الأسباب لم تثنِ من عزيمة الإدارة، ومن وراءها الكوادر العاملة عن الإعلان عن بدء التحضيرات لاحتضان المعرض، وتحولت المؤسسة السورية للمعارض إلى خلية نحل كل من فيها يؤدي واجبه فيما يخصه، وبذل الجميع جهوداً تستحق الإعجاب والشكر لتخرج هذه الدورة الاستثنائية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، إذ إنها الدورة الأولى التي ستخرج إلى النور بعد التحرير وبعد أعوام من الإهمال والتهميش لحدث يستحق كلّ الدعم من الحكومة.
فعاليات اقتصادية وصناعية ورؤى استثمارية تسجل عبورها إلى العالم الخارجي بتوقيع معرض دمشق وهوية اقتصادية سورية
الألق من جديد
خلال الشهور التي تلت الإعلان قدمت الحكومة السورية الجديدة كل الدعم المادي والمعنوي للمعرض، باعتباره واجباً وطنياً، وتكاتفت كل الوزارات لتقديم المساعدة لتبصر هذه الفعالية النور، وليعود للمعرض ألقه الذي يستحقه، ولاسيما أنه يقدم صورة حقيقية عن الاقتصاد السوري ويساعد الفعاليات الاقتصادية والصناعية بالاطلاع على أحدث ما توصلت إليه الصناعات في دول العالم من تقدم وتقنيات في كافة المجالات.
وقد تجاوز عدد الدول المشاركة لهذا العام 20 دولة وهو رقم يعدّ جيداً كون التواصل مع الدول بدأ منذ ثلاثة أشهر فقط ، ومعروف أن الدول تحضّر أجندة المشاركات الخارجية للعام القادم ، ولا يتم تغييرها إلّا إذا عدّت الحدث استثنائياً، كما هو حال المعرض لهذا العام ولم يكن في الحسبان أن تكون هناك دورة لعام 2025 أسوة بالأعوام السابقة، ولكن بعد التحرير تغير كلُّ شيء وحملت المشاركة فيه كلَّ الأهمية.
مشاركة واسعة
تأتي في مقدمة الدول المشاركة – المملكة العربية السعودية- المملكة الأردنية الهاشمية – قطر- مصر- تركيا- السودان- بلجيكا- جنوب إفريقيا- الجزائر – ليبيا- باكستان- فلسطين- أبخازيا- إندونيسيا- مقدونيا- الفيليبين- بولونيا- التشيك- غرفة تجارة أوروبا، أما في فيما يتعلق بعدد الشركات الأجنبية فيبلغ عددها 225 شركة، في حين يبلغ عدد الشركات العربية والمحلية حوالي 725 شركة، وعلى مساحة عرض قدرها 95 ألف م2 .
تظاهرة اقتصادية
وفي معرض رده على سؤال “الحرية” حول أهمية هذه التظاهرة الاقتصادية، فقد أكد “حمزة” أنّ أهمية المعرض لهذا العام تأتي من كونه سيستعيد دوره في المساعدة على بناء اقتصاد سوري قوي، قادر على المنافسة عالمياً في وقت بلغت فيه الدول تقدماً هائلاً في كافة مناحي الحياة، ولاسيما أنه شهد خلال العقود السابقة ركوداً كبيراً ، وأحجمت الكثير من الدول عن المشاركة بسبب تحجر العقليات التي حكمت الاقتصاد السوري وحوّلته إلى اقتصاد خشبي مستهلك ومتهالك.
مضيفاً: ونحن إذ نمضي قدماً في التحضير للمعرض يحدونا الأمل في أن تستعيد سوريا مكانها الذي تستحقه بين الأمم، وأن يحصل الصناعيون والاقتصاديون، و رجال الأعمال السوريون على حصة لا بأس بها من السوق العالمية، لتكون دورة هذا العام بوابة الانفتاح على العالم واللبنة الأولى، وحجر الأساس في هذا الصرح الغالي على القلب “سوريا الجديدة الحرة”، “وأن تصل متأخراً خيرٌ من ألّا تصل أبداً”.