تعويض المزارعين

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – علام العبد:

خسائر كبيرة وفادحة تكبدها المزارعون خلال الموسم الزراعي لهذا العام بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك تغير المناخ، والآفات والأمراض، والتقلبات في الأسعار، ومشكلات البنية التحتية، والديون المتزايدة.
لقد أدى الجفاف والفيضانات والظواهر الجوية التي سادت خلال الموسم الزراعي إلى إتلاف المحاصيل وتدميرها، ما قلل غلة المحاصيل، فلم يأتِ حساب الحقل على حساب البيدر لهذا أُصيب المزارع بخيبة كبيرة.

كما جاءت الآفات الحشرية والأمراض الزراعية التي انتشرت بسرعة ودمرت المحاصيل، ما أدى إلى خسائر كبيرة انعكست سلباً على الإنتاج وكمياته، فكانت تطبيقاً عملياً وواضحاً للمثل القائل ” حكي القرايا ما طبق على حكي السرايا”، و تقلب أسعار المحاصيل بشكل كبير، جعل من الصعب على المزارعين التنبؤ بإيراداتهم والتخطيط لمستقبلهم.

كما أدى تدني البنية التحتية الضعيفة، مثل الطرق ومرافق التخزين، إلى زيادة تكاليف النقل وتدهور جودة المحاصيل، الأمر الذي أسهم في التقليل من قيمة المحاصيل وزاد من خسائر المزارعين الذين عانوا الأمرّين من ديون متزايدة بسبب تكاليف الإنتاج المرتفعة والحصول على قروض بشروط غير مواتية.
بالإضافة إلى هذه العوامل، هناك أيضاً مخاطر أخرى واجهها المزارعون، مثل المخاطر القانونية والتسويقية والمالية التي تتطلب إدارة هذه المخاطر إستراتيجيات فعالة لتقليل الخسائر المحتملة وزيادة استقرار دخل المزارع.

لقد كانت تتم زراعة العديد من المحاصيل في السهول الزراعية، كسهل حوران والروج والغاب وسهول حلب الجنوبية والشمالية وغيرهما من السهول الزراعية في سوريا بكافة الأنواع من المحاصيل الإستراتيجية كالعنب والبطاطا والقمح والشوندر والملفوف وجميع أنواع الخضار، بالإضافة إلى أشجار التفاح والمشمش والجوز والتوت، لكن اليوم، تراجعت معظم المحاصيل في تلك السهول التي عرفت يوماً بالمستودع الزراعي لسوريا، وحتى قبل عشر سنوات، كانت تتم تلبية كافة الاحتياجات اللازمة من الفواكه والخضراوات لسوريا بأكملها، لكن من المستحيل اليوم الحديث عن هذه المنتجات، حيث لم يعد المزارعون يزرعون العديد من المحاصيل التي كانت تُزرع من قبل، لأنه لم يتبقَّ سوى القليل من الأراضي الزراعية، فقد كانوا يعتمدون على المحاصيل لكسب رزقهم، لكنهم اليوم أصبحوا يطرقون باب التعويض وبقوة بسبب الأزمات التي توالت عليهم عاصفة..فهل يجدون من يصغي إليهم؟ .. نرجو ذلك.

Leave a Comment
آخر الأخبار