تكوين الأسرة أم متابعة التعليم.. ما هي أولويات الفتيات اليوم؟!

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- إلهام عثمان:

بينما تتلاشى أحلام بعض الفتيات تحت وطأة الظروف والأزمات، تبزغ أحلام أخرى تعيد تشكيل واقعهن من خلال التعليم، هل تساءلت يوماً عن القوة الكامنة وراء اختياراتنا اليومية؟ فكل قرار نتخذه، سواء كان صغيراً أم كبيراً، يعكسه المستقبل، فبينما تنجذب بعض الفتيات لتفضيل الزواج باعتباره الطريق الأقصر لتكوين العائلة، تتجه أخريات لتفضيل العلم لكونه أمان المستقبل.

حالات من الواقع
تروي أمل وهي خريجة جامعية شغوفة بالعلم، قصتها، كيف أنها قررت تأجيل الزواج والتركيز على الدراسة للحصول على الشهادة، وتقول: إن التحديات التي واجهتني أثناء الدراسة علّمتني الكثير، ومنحتني فرص عمل لم أكن لأحصل عليها لولا تعليمي، ولاسيما أن التعليم والحياة المهنية سيوفران لي أساساً قوياً قبل التمهيد لعلاقة جدية، وتضيف: لكن من وجهة نظر أمي يعد  الزواج الخطوة الأهم، وحسب المقولة: “آخرة البنت بيتا وجوزا”.

بالمقابل، تروي حلا، طالبة ثانوي، تجربة مختلفة، وتقول: كنت دائماً أحلم بالزواج وتكوين أسرة، وتضيف: أصدقائي قدموا لي نصيحة بمتابعة الدراسة نظراً لأهميته مستقبلاً، ووقعت في حيرة من أمري، لأن الحب والاستقرار الأسري أيضاً كان أهم طموحاتي، وهنا نرى أن رأي حلا يعكس واقع الكثير من النساء اللواتي يشعرن بأن تنفيذ خطط الزواج قد يأتي على حساب أحلامهن الشخصية.

خبير اجتماعي: تأخير الزواج لأجل استكمال التعليم يشكل خطوة إستراتيجية

العلم وسيلة
يشير الخبير الاجتماعي، د. سامي العلي من خلال ما ذكره لصحيفة الحرية، إلى أن التعليم، يمثل إحدى أهم أدوات تمكين النساء في المجتمع الحديث، ويرى أن تأخير الزواج لأجل استكمال التعليم يشكل خطوة استراتيجية، خاصة في عالم يسعى نحو المساواة بين الجنسين، ويعتقد العلي أن التعليم يوفر للمرأة فرصاً عديدة في الحياة العملية، ما يمنحها استقلالية وقدرة أكبر على مواجهة التحديات اليومية، كما أن النساء المتعلمات غالباً ما يظهرن قدرة أفضل على اتخاذ القرارات بحياة أسرهن وثقة أكبر في معالجة الأمور، ما يساهم في بناء أسرة متوازنة وناجحة.

تصوّرات متباينة
تتعدد وجهات النظر حول هذا الموضوع وفق رأي العلي، فبينما يرى البعض في العلم وسيلة لبناء حياته، يرى الآخر أن الزواج وبناء عائلة، قد يكون أكثر أهمية في محطات معينة من الحياة، و التجارب الحياتية التي نشهدها كل يوم، تؤكد  أن القرار بشأن تأخير الزواج لأجل الدراسة يعتمد على ظروف الحياة الشخصية والتطلعات الفردية لكل امرأة.

فصل جديد
وهنا يبين العلي أن الحقيقة الراسخة فيما يتخذه الأفراد من قرارات، تعود في النهاية لكل فتاة على حدة، حيث أن لكل عائلة ظروفها الخاصة، فالتعليم و الزواج ينظر لهما من وجهات نظر مختلفة، حيث تحمل كل حالة فصلاً جديداً في حياة الفرد، وهنا ينوه العلي  بأنه يجب أن ندرك أن خياراتنا وباختلافاتها تشكل جزءاً من مستقبلنا واستقلالنا، لذا من المهم دعم الفتيات والشابات في خياراتهن، سواء كانت نحو التعليم أو الاستقرار الأسري، لتحقيق حياة متوازنة تنعكس إيجابياً على المجتمع ككل.

حلول
وعن الحلول، يرى العلي أنه لابد من تشجيع النساء على التعليم لكونه الأهم في بناء شخصية المرأة وبالتالي بناء مجتمع أكثر إيجابية، ويكون ذلك من خلال حملات توعية، والتي توضح أهمية التعليم والتنمية الشخصية الفتيات عبر الإنترنت والندوات الداعمة، والعمل على توفير الدعم المالي لهن لمواصلة تعليمهن، لافتاً إلى أهمية التدريب المهني أيضاً في فترات العطل والذي يكون من خلال إنشاء برامج تدريبية لتطوير المهارات العملية، ما يعزز فرص العمل بعد الدراسة، ودعم المشاريع الصغيرة، والتي تسهم في منحهن استقلالية مادية، وأيضاً تقديم الدعم النفسي، كما ركز على دعمهم من خلال الأسرة لكونها نواة المجتمع، وفتح حوار إيجابي حول فوائد التعليم، مع التركيز على دور الأم لكونها الأكثر قرباً من ابنتها، وتعزيز أهمية الحوار بين بقية أفراد الأسرة الواحدة، لكشف ومعرفة التداعيات التي قد يعكسها اتخاذ قرارتهن مستقبلاً، سواء في اختيار الزواج أو التعليم للوصول بهم إلى ضفة الأمان، ما يسهم في اتخاذ قرارات موفقة وتأسيس مستقبل أفضل.

Leave a Comment
آخر الأخبار