توغل إسرائيل في قرى القنيطرة.. عدوان سافر وعبث بأمن المنطقة واستقرارها

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- دينا الحمد:

لم يكن توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام نحو حاجز الصقري على مدخل أوتوستراد السلام بريف القنيطرة، وبمرافقة دبابات وآليات عسكرية وسط إطلاق قنابل مضيئة وعمليات توقيف للمارة واحتجازهم، هو التوغل الأول ولا الأخير، فقد أدمن كيان الاحتلال على العدوان على الأراضي السورية بحجج واهية هدفها السيطرة على مزيد من الأراضي وخلط الأوراق واللعب بالنار.
فمنذ سقوط النظام البائد، في الثامن من كانون الأول الماضي لم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، في انتهاك سافر لكل القوانين والأعراف الدولية، والهدف الإسرائيلي بات واضحاً للقاصي والداني وهو محاولة فرض واقع عسكري جديد في الجولان السوري المحتل وقرى محافظة القنيطرة تحت حجج وذرائع واهية، أولها تحقيق الأمن الإسرائيلي المزعوم، مع أن كيان الاحتلال هو من يهدد أمن السوريين وحياتهم.
هذا العدوان الإسرائيلي المتكرر على قرى القنيطرة، واستفزاز الدولة السورية، والإصرار على المضي في مشاريع الاحتلال التوسعيّة والاستيطانية، وتحدي القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بشكل فاضح، وتجاهل النداءات الدولية التي تحذّر من المضي بهذه الإجراءات الاستفزازية التي تزيد من التوتّر وحالة عدم الاستقرار في المنطقة، تؤكد جميعها أن كيان الاحتلال ماض في سياساته الإرهابية والاحتلالية وأن مزاعمه في البحث عن الأمن والأمان والسلام ماهي إلا ذر للرماد في عيون العالم ومنظماته الحقوقية والسياسية والإنسانية.
والواقع فإن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتف بتلك الاعتداءات على قرى جباثا الخشب وكودنة وتل الأحمر وصيدا والرفيد وبريقة وطرنجة والصمدانية وغيرها من القرى في الجولان السوري بل يواصل يومياً انتهاكاته بحق أهلنا هناك عبر احتجاز بعضهم وإنشاء نقاط مراقبة وحواجز تفتيش للتضييق عليهم، حيث تؤكد شهادات الأهالي أن هذه الممارسات لا تتوقف عند هذا الحدّ بل تترافق مع عمليات ترهيب واعتقالات بحقهم وتهجير قسري من منازلهم وقراهم.
ومن يقرأ جيداً الهدف الإسرائيلي من هذه التوغلات في الجنوب السوري يدرك أنها تأتي في سياق التصعيد المتدرج الذي يتبناه نتنياهو تجاه الوضع في سوريا وذلك بعد خسارة خططه لما يسمى «ممر داوود»، فهو يحاول خلط الأوراق من خلال احتلال المزيد من الأراضي وتغذية بؤر التوتر في الداخل السوري واستثمارها لجلب المزيد من الفوضى دون أن يدرك هو وطاقمه المتطرف أن مثل هذه السياسات العدوانية لن تجلب لكيانه سوى المزيد من الانهيار مهما جملها بدعاوى حفظ الأمن المزعوم والأمان المفقود.
ولعل المطلوب اليوم من منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عدم الاكتفاء ببيانات الإدانة أو التوقف عن العوان بل اتخاذ خطوات عملية تردع المحتل، كما المطلوب هو ضرورة التدخل الدولي العاجل للضغط على حكومة نتنياهو لوقف تلك الممارسات والاعتداءات والالتزام باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 والانسحاب من كافة الأراضي السورية التي احتلتها إسرائيل مؤخراً، وبغير هذه الخطوات فإن الاستقرار في المنطقة سيظل حلماً بعيد المنال للقوى الدولية الساعية إلى تحقيقه لحماية مصالحها أولاً ولتحقيق السلام العالمي المنشود من ناحية ثانية.
لكن يبقى السؤال الأهم اليوم هو: هل سيكتفي المجتمع الدولي، وعلى رأسه العواصم الغربية، بالمطالبات فقط؟ وما هي حدود ضغط تلك العواصم على إسرائيل كي تلتزم بالقرارات الدولية؟ بل الأهم من هذا هل ستبقى على السكة ذاتها التي اعتاد العالم عليها خلال عقود من الصراع، أي سكة المتفرج على العدوان دون أي فعل يردعه على الأرض؟ إن كانت الإجابة بلى سيظل المشهد على حاله فإن استقرار المنطقة بما ينعكس على استقرار الإقليم والعالم سيكون بعيد المنال، وسيبقى أمن المنطقة في مهب الريح.

Leave a Comment
آخر الأخبار