الحرية – محمد فرحة:
لم يكن أحد يتوقع انخفاض أسعار الفروج كما هي عليه اليوم، في الوقت الذي تعدّى فيه سعر الكيلو في المدجنة في فترةٍ من الفترات الـ30 ألف ليرة، وإذ به اليوم بين الـ20 و24 ألف ليرة، وفقاً لحديث باسل الجبيلي صاحب محل فروج، و”الخير لقدام” وفق تعبير رئيس شعبة تموين مصياف المهندس باسم حسن.
انخفاض أسعار الفروج بهذا الشكل له أسباب عدة، يأتي في مقدمتها تحرير الأسعار كما هو في كل المواد والتسعير، زد على ذلك فتح الباب واسعاً أمام من يريد أن يستورد المادة العلفية، وتحديداً الصويا منها، في الوقت الذي كان استيرادها مرهوناً بأشخاص بعينهم في زمن الحكومات السابقة، وكانوا يتحكمون بالتسعير، فكما كان لاستيراد السكر أشخاص محدّدون، وكذلك ألواح الطاقة الشمسية وغير ذلك، كان لمادة الصويا وغير الصويا أشخاص أيضاً، وكأنها كانت ماركة مسجلة بأسماء أناس من دون سواهم.
أما ثالث الأسباب التي ساهمت أيضاً في انخفاض الفروج في أسواق اللحوم، فهو الفروج الذي يأتي مستورداً من تركيا معبأ ومغلفاً مقطعاً وكاملاً.
غير أن جلَّ الشعب السوري يفضل الفروج واللحوم الطازجة، فكل هذه الأسباب كانت وراء انخفاض أسعار الفروج كما هو الحال بالنسبة لأغلب المواد الغذائية الاستهلاكية.
رئيس شعبة حماية المستهلك في مصياف المهندس باسم حسن أوضح لصحيفة الحرية، أن تسعيرة الفروج ستشهد مع بداية شهر رمضان انخفاضاً أيضاً، وذلك في معرض جوابه عن سؤال: هل سترتفع الأسعار مع بداية شهر رمضان الفضيل؟.
وتطرق المهندس حسن إلى أن رخص المادة العلفية” الصويا”، وتحديداً المستوردة هو سبب جوهري، لكون ذلك كان ولا يزال مرهوناً بالدولار “القطع الأجنبي”، الذي شهد تراجعاً كما غيره من الأسعار، وبالتالي فمن الطبيعي أن تنخفض أسعار الفروج وبقية اللحوم الأخرى.
وساق مثالاً السكر، الذي وصل سعر الكيلو منه إلى ثلاثين ألف ليرة في فترة من الفترات، وإذ به اليوم يهبط إلى سبعة آلاف ليرة، وقس على ذلك. متوقعاً أن شهر رمضان سيشهد عكس كل السنوات المنصرمة انخفاضاً ملحوظاً في أغلب المواد الغذائية، لكن ما قد يعرقل كل هذه التنزيلات قلّة السيولة النقدية بين أيدي الناس.
الخلاصة: اليوم في ظل تحرير الأسعار أصبح كل شيء متاحاً فيما لو توافرت السيولة النقدية بين أيدي الناس، ويحق لأي بائع أن يسعّر كما يريد، لكنه لا يستطيع الوقوف وحده يغرد خارج السرب بأسعار غير متقاربة مع أسعار الآخرين.
أيام ويأتي شهر رمضان الفضيل لنكتشف، ونرى ماذا سيجري في مجال الأسعار، هل تعود من الانتعاش إلى الانكماش كما جرت العادة في كل الحقبات المنصرمة؟ .. هذا هو السؤال.