ثقافة البعث وتداعياتها السلبية في مجلة الموقف الأدبي بعددها الجديد  

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- خالد الخضر:

تناولت مجلة الموقف الأدبي في عددها الجديد المرفق مع كتاب البعث تحولات البعث السلبية وتداعياتها التي لم يتمكن من خلالها من  الوصول إلى أي ثقافة إيجابية.

ورصدت المجلة ردة فعل السوريين الإيجابية بعد خلاصهم من مرحلة اقتصرت على فكر وشعر وأدب وقص ابتعد عن الواقع والنقد واقتصر على التنظير والمديح والاهتمام بشخصيات معينة اكتسبت ما تريد وتركت البقية في العراء

ساهم في هذا العدد أحمد برقاوي والدكتور أحمد عسيلي والدكتور جورج جبور وحكم البابا وخلف علي خلف وعبد السلام الشبلي والدكتور عبد النبي اصطيف وعلي سفر وفارس الذهبي وفدوة العبود وفطيم داناور وفواز حداد ومحمد منصور والدكتور محمود الداوود والدكتور محي الدين اللاذقاني ومصعب الجندي والدكتور مهنى بلال الرشيد ونوار الماغوط

ورأى رئيس التحرير محمد منصور أن هذا العدد الخاص بثقافة البعث في مجمل ما قدمه الكتاب والباحثون والمبدعون المنتمون إلى أكثر من جيل؛ أتى صورة قائمة تتراوح بين الشعور بالمرارة والخذلان ، وبين قسوة الهجاء. ولا عجب في ذلك، فقد كانت صورة البعث حتى في المكتبة العربية، التي توقفنا عند نماذج منها، شبيهة بهذا كله، ومن قبل آباء البعث المؤسسين، ممن ألفوا الكتب متعمقين بانحرافاته وسقوطه وفقدان قاعدته الجماهيرية الحقيقية منذ السنوات الأولى لوصوله إلى السلطة بانقلاب عسكري. مبيناً كل ما مر فيه إلى لحظة سقوطه.

وفي العدد ثمة إيضاحات عن التحكم المطلق بالمؤسسات التي تشرف على الإنتاج الثقافي في سورية بمختلف ما فيها من خلال أشخاص وعناصر موالية والتحكم بالفكر والثقافة والإبداع والأدب والفن والموسيقا والقيم المرتبطة بالخير والشر والمتغيرات الاجتماعية والثقافية وهجوم السلطة على الثقافة لجعلها تحت سيطرتها المطلقة.

وبين العدد أنه لم يتح سوى للأحزاب الشيوعية عمراً طويلاً في مرافقة سلطات بلدانها الدكتاتورية كما حصل في الاتحاد السوفييتي أما في بلداننا العربية ذات الصبغة اليسارية فتوجت أحزاب السلطة القمعية نهايتها بحروب ومجازر وقدرة على الفساد والعبث.

كما سلط العدد الضوء على الأدباء ممن كانوا محسوبين على التنظيم الحزبي، والذين غادروه فرداً فرداً ، بعد أن وجدوا أنفسهم في مواجهة مع عقلية تسلطية تعيد إنتاج منظومات قمعية لا تليق بالثائرين إضافة إلى فشل البعث في إنتاج أدب حي ومديد معتزل عن الناس ويقع في حضن السلطة وسيطرة الخطابات.

وحرص التيار السياسي في سورية آنذاك على صناعة الثقافة وتوجيهها وخدمة النظام والقمع باسم الوحدة والحرية والاشتراكية وتكوين أجناس أدبية قادرة على الهدم والتأثير وتبديل الحق بالباطل.

وأشار العدد الجديد من الموقف الأدبي في زمن البعث إلى المجازر وظلم المخابرات والقوى الأمنية وتكرار الشعارات والتصفيق للقائد وصناعة التماثيل والطوابير المرددة للخطابات والتشويه والكذب وتهريج بعض الشعراء.

وركز العدد على محاربة العقل اليقظ والتشويه الثقافي في زمن البعث وتشويه التعليم ومسخ الأفكار الحقيقية الإيجابية والإهتمام بالصور كرموز معبرة، إضافة إلى محاربة العقل اليقظ والإعلام الإيجابي وتصوير قادة البعث بمظهر أسطوري برغم الوصول إلى الفشل والرماد وامتلاء الأرصفة بالسجائر والروث وانهزام الحراك الثقافي وغياب الخطابات الإيجابية المعبرة عن أمل الشعوب وزيادة عدد السجون وحرق الأرض تحت المثقفين قبل أن تطأ أقدامهم.

ومن أهم سلبيات “البعث” التي أوردها العدد..أنه جرد أطفال سوريا وشبابها من أحلامهم في وطن يحتويهم إلى وطن يرهبهم وكان أهم ما يجب أن يفعله الأطفال هو إرضاء القائد بترديد الشعار اليومي الذين لا يرون منه شيئاً.

وفي العدد مجموعة نصوص شعرية للشعراء كمال ناصر وسليمان العيسى وصابر فلحوط ونجم الدين الصالح وهزاع كشيك سلط من خلالها العدد على الشعر والأيديولوجيا والسلبيات التي اعتنقها الشعر في زمن البعث.

لقد حظي حزب البعث بحسب ما أظهره رئيس التحرير بما لم يحظ به حزب عربي سواه من كتب واهتمام ومؤلفات من دون الوصول إلى أي فائدة عبر التاريخ.

وأضاف الأديب محمد منصور مبيناً أن كتاب البعث الذي يرافق عدد الموقف الجديد ظل ممنوعاً طيلة أكثر من نصف قرن منذ صدوره الأول في بيروت لأنه مطالعة في تاريخ وانحرافات حزب البعث و قد سجل تشوهاته الفكرية والسلطوية. وهو درس للأجيال الشابة في كتابة شهادة رفيعة المستوى محمولة على أجنحة الإحساس العميق. ويشير مؤلف الكتاب فيه إلى الخلل بروح نقدية شجاعة في تحليل ثقافة البعث وتفكيكها ولهذا كتب سامي الجندي مؤلف الكتاب كثيراً مما لا يستطيع سواه أن يكتبه خلال وجود حزب البعث وحكمه وتحولاته السلبية.

Leave a Comment
آخر الأخبار