الحرية – مصطفى الرستم:
كثف مركز الليشمانيا في حلب نشاطه في فصل الصيف، وذلك في إطار مكافحته ذبابة الرمل المسببة لآفة الليشمانيا أو ما تعرف شعبياً بـ “حبة حلب” ضمن خطة معالجة واسعة تشمل خريطة توزع جغرافي للوباء.
وكانت مديرية الصحة في حلب نشرت عناصر تمريضية مدرّبة على كافة طرق العلاج الحديثة في 52 مركزاً صحياً منتشرة على أرجاء المحافظة، منها 20 مركزاً صحياً يقدم خدمة العلاج بالآزوت مع الحقن الموضعي، بالإضافة إلى 10 مراكز صحية تقدم خدمة التشخيص المخبري للكشف عن الطفيلي.
بالتوازي مع ذلك، تم إنشاء ثلاثة فرق جوالة مؤلفة من أطباء وممرضين وإداريين تنتشر وفق خطط شهرية مدروسة بغية الوصول إلى الأماكن البعيدة عن أقرب مركز صحي، وخاصة المناطق الموبوءة، وصعبة الوصول.
وفي زيارة لمركز الليشمانيا تحدث رئيس المركز الدكتور سامر عدل لـصحيفتنا “الحرية”عن خدمات المركز التخصصي الذي يقدم خدمة العلاج بالحقن الموضعي والآزوت السائل مع التثقيف الصحي، فضلاً عن وجود مركز رئيسي في حي صلاح الدين، ويتكون من كادر طبي شامل، يضم أطباء جلدية اختصاصيين ومقيمين وعناصر تمريضية وفنية وإدارية.
وكشف الدكتور عدل أن خارطة التوزع الجغرافي الوبائي بالمدينة تتركز في عدة أحياء (منيان والزهراء، الأشرفية، الشيخ مقصود، الشيخ سعيد، السكري، صلاح الدين وما حولها، جب القبة، المدينة القديمة، الفردوس والصالحين، المرجة، باب النيرب، الحيدرية، مساكن هنانو، الهلك، بستان الباشا)، كما وثق المركز (12323) إصابة جديدة هذا العام 2025 بانخفاض ملحوظ مقارنة بالعام السابق 2024 ، إذ بلغ عدد الإصابات حينها 15625 إصابة.
وأوضح الدكتور عدل أن المركز يستقبل كافة الحالات المعندة والناكسة على العلاج بعد إجراء استشارة طبية وتحاليل مخبرية وتطبيق خطط العلاج المثالية، بالإضافة إلى أرشفة وأتمتة كافة الحالات المرضية وحالات الشفاء.
وعن خطط المعالجة، شرح رئيس مركز الليشمانيا التي تتمحور بثلاثة اتجاهات (المكافحة والوقاية والعلاج)، وتتركز المكافحة بالقضاء على العامل الناقل للمرض (أنثى ذبابة الرمل)، وذلك بالقيام بحملات رش في صيف كل عام فترة نشاط الذبابة باستخدام مبيدات خاصة للقضاء عليها داخل منازل المناطق الموبوءة، والتي تكثر فيها أعداد الإصابة بالمرض.
وفيما يتعلق بمرحلة الوقاية، أشار الدكتور عدل إلى أنه تم نشر فرق تثقيفية من عناصر مدربة، وذات خبرة عالية بطرق الوقاية من المرض، وهذه الفرق تتوزع بشكل يومي في كافة أرجاء المحافظة مدينة وريفاً وفق خطة شهرية مدروسة، والأماكن المتعلقة بالتجمعات البشرية، مهمتها تقديم محاضرات توعوية لرفع الوعي الصحي للمواطن، وزيادة إدراكه بكيفية الإصابة بالمرض وطرق العدوى والوقاية منه.
في غضون ذلك، يعمل المركز على توزيع (ناموسية) مشبعة بالمبيد لكافة المرضى المصابين بالمرض لأجل وقاية جميع أفراد الأسرة من الإصابة، علاوة عن توزيع كتيبات نظافة تتضمن صابوناً ومعقماً وشاشاً للمصابين بهدف محاربة الآفة والاهتمام بالنظافة الشخصية للوقاية من المرض وعدم انتشاره مع تقديم محاضرات توعوية وإرشادية.
وأضاف رئيس المركز: يتم تنبيه المواطنين إلى زيارة أقرب مركز صحي تابع لمديرية الصحة في حلب عند حال ظهور أي آفة جلدية في الجسم مهما كان شكلها وحجمها للتأكد من تشخيص المرض ومعالجته مبكراً.
ويتحدث الدكتور عدل فيما يتعلق بالمعالجة، إذ إن العلاج متنوع، منه العلاج الموضعي من حقن مركبات “الأنتموان” الخماسية ضمن الآفة، وهو دواء فعال نوعي ضد الطفيلي، وعلاج جهازي يتم اللجوء إليه في الآفات المعقدة والمنتشرة في عدة مناطق في الجسم، والتي لم تستجب للعلاج الموضعي، وتتم بحقن عضلي للمريض بعد اتخاذ إجراءات السلامة، وهي التأكد من صحة وظائف الكلية والكبد والقلب بإجراء تحاليل مخبرية وتخطيط القلب.
وفيما يتعلق بالمعالجة بالآزوت السائل التي تعد من أحدث الطرق التي أدرجت في الدليل الوطني للمعالجة، أوضح الدكتور عدل أنه يتم فيها تدمير الطفيلي بالتبريد بدرجات حرارة منخفضة جداً، وهي طريقة رخيصة جداً، وآمنة، ولا تترك ندبات.