جبلة تنبض بالمحبة والتآخي.. محاضرة جامعة تُكرّس قيم التماسك الاجتماعي وتنبذ الفتنة

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – باسمة إسماعيل:

احتضن المركز الثقافي في جبلة اليوم أولى فعالياته بعد التحرير، من خلال محاضرة حوارية جامعة حملت عنوان “سوريا الحرة… تعزيز قيم التماسك الاجتماعي”، بمشاركة نخبة من الشخصيات الدينية والفكرية والاجتماعية، في مشهد حضاري ينبض بالتسامح والتنوع، ويكرّس خطاب المحبة ويرفض الفتنة.

الكلمة تبني والتآخي يحمي

تحدث المحامي والباحث في الشؤون الحقوقية والاجتماعية والدينية عاصم دالاتي، عن أهمية التماسك الاجتماعي، مستعرضاً مرتكزاته الأساسية التي تبدأ من التربية المنزلية، وتمتد إلى الحوار والثقة المتبادلة وحسن الظن بالقيادة، إضافة إلى رفض المحسوبيات وترسيخ ثقافة الكفاءة والتشاركية.

وأكد دالاتي أن الوطن لا يبنى إلا بالمحبة والتعاون والتراحم، مشيراً إلى أن جبلة بيئتها المتنوعة مدينة وريفاً، كانت وما زالت نموذجاً حياً للتماسك الاجتماعي رغم كل ما مر عليها من أحداث.

دعوة دينية برؤية إنسانية

من جهته تناول الشيخ مصطفى حنوف ممثل عن مديرية أوقاف – جبلة، البيان الصادر عن مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا، الذي شدد على لا للثأر والانتقام، وأن دم السوري أيّاً كان اعتقاده حرام وكذلك ماله وعرضه، مشيراً إلى أن الدولة وحدها هي المخولة بأخذ الحقوق وردها لأصحابها لكي لا نفتح الباب للفوضى والعشوائية، محذراً من الجيوش الإلكترونية المعادية التي تبث الفتن.

كما أشار إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في تأجيج الخلافات، داعياً إلى ضبط الصفحات المحرضة، والانفتاح على ثقافة الحوار المباشر، واستلهام أخلاق الرسول ﷺ في التعايش والسلام وحسن المعاملة، ونبذ الطائفية والظلم، مؤكداً على ضرورة العودة إلى القيم الإنسانية، مبيناً أن القيم الإسلامية لا تتعارض مع القيم الإنسانية، لأنها في مبدأها قيم إنسانية.

وأوضح ل “الحرية” أطلب بالسعي لكثرة اللقاءات لأنها تذيب الخلافات، ويجب أن نتعاضد ونتعاون لرفع وبناء هذه الأمة.

رؤية مجتمعية ومداخلات بناءة

وفي مداخلة له قدم رئيس مجلس مدينة جبلة المهندس ياسر حموي عرضاً لجهود المجلس في تحسين الواقع الخدمي، مشيراً في رده على سؤال الشاعر سهيل دروين عن دعم المجلس للمركز الثقافي، إلى أنه سيتم التعاون والتوجيه مع المنظمات الأهلية، للمساهمة في إعادة تأهيل واستثمار المركز الثقافي.

كما دعا المواطنين إلى تفعيل ثقافة الشكوى البناءة كوسيلة لمكافحة المخالفات، وتحقيق تطلعات المجتمع في الخدمات الأساسية.

شعر ينطق بالانتماء والمحبة

وفي مشهد شعري مفعم بالوجدان والانتماء، ألقى الشاعر الدكتور فراس عبد الحليم قصائد وطنية وإنسانية تنبض بالمحبة والكرامة، ففي قصيدته “نبض الشآم”، التي صدحت بكلمات تمجد البطولة والتاريخ السوري، وتدعو إلى الوحدة والتكاتف، كما ألقى قصيدته “أباة النحل”، وقصيدة “وهذا الحب ننثره”، التي جاءت بمثابة رسالة أمل ورؤية مستقبلية لسوريا، تحتفي بالحب والسلام والكرامة.

وأوضح أن لقاء اليوم هدفه إيصال رسالة للمجتمع، رسالة المحبة والمودة والتآخي، وأن المجتمع لا يتقدم إلا بتعاضد أبنائه، مشدداً على أن الثورة كانت من أجل إنسانية السوري وكرامته.

جبلة… مدينة لا تنطفئ

مديرة المركز الثقافي ميادا حسن في تصريحها لصحيفتنا “الحرية” أشادت بروح اللقاء، الذي استلهم قيمه من جبلة، مبينة أن سوريا كانت ومازالت وستبقى، تشكل أجمل لوحة فسيفساء للتعايش بين كافة أطيافها على اختلافاتهم الاجتماعية والعلمية والثقافية، وأن دور المثقفين والعقلاء في رأب الصدع أينما وجد، مدينة جبلة خير مثال على ماذكرته والذي تجسد بهذا النشاط، استوحيناه من روح هذه المدينة النابضة بالحياة وتاريخها بالتعايش الاجتماعي.

عبر الحضور أن هكذا لقاءات تكرس قيم التعايش والتماسك الاجتماعي، فيما أشار وسيم هرموش المهتم بالشأن الثقافي والاجتماعي إلى أن جبلة كانت وستظل نموذجاً للتعايش المشترك، والمحبة التي تجمع أبناءها، مشيداً بالمحاضرة التي أعادت التأكيد على أن الوطن لا يبنى إلا بكل أطيافه.

Leave a Comment
آخر الأخبار