الحرية – باسمة اسماعيل:
تمتلك مدينة جبلة ما يؤهلها لتكون وجهة سياحية بارزة على الساحل السوري، من طبيعة بحرية ساحرة ومواقع تاريخية وأثرية، إلّا أنّ الواقع الخدمي والسياحي لا يعكس هذه الإمكانات، ما يدفع بالكثير من المواطنين للتساؤل عن الأسباب الكامنة وراء غياب المشروعات التنموية والاستثمارات السياحية الفاعلة.
وفي أحاديث متفرقة مع صحيفتنا “الحرية”، عبّر عدد من أبناء المدينة عن استيائهم من غياب أماكن السباحة الشعبية، إضافة إلى نقص الاستثمارات التي تناسب أصحاب الدخل المحدود، وأكدوا أن الاستثمارات والمقاهي الموجودة على الكورنيش لا تستطيع الأغلبية ارتيادها، متسائلين عن دور الجهات المعنية في توفير متنفسات بحرية وخدمية تليق بالمواطن واحتياجاته الأساسية.
كما يتساءل سكان جبلة: أين المشروعات السياحية التي تفسح المجال للعمل؟ وهل هناك استثمارات مطروحة لتنشيط الكورنيش كمطاعم و”كافيهات” ومرافق خدمية؟ وأين أماكن السباحة، سواء الشعبية أو غير الشعبية؟ وهل هناك نية حقيقية لإشراك المجتمع المحلي في صنع القرار وتطوير المدينة؟
أسئلة مشروعة يطرحها الأهالي، بانتظار إجابات واضحة وخطوات عملية من مجلس المدينة.
في هذا السياق، أوضح رئيس مجلس مدينة جبلة المهندس ياسر حموي، أنّ العمل جار على عدة مستويات لتحسين الواقع الحالي، سواء في إشراك المواطنين أو في معالجة ملف الاستثمارات المتعثرة، وتنشيط السياحة الشاطئية والتراثية في المدينة.
تواصل مباشر ومبادرات قادمة
وبيّن حموي في تصريحه لـ “الحرية” أنه يتم إشراك المجتمع المحلي عبر التواصل مع المواطنين مباشرة، سواء في الشارع أو سماع ومعالجة كافة الشكاوى، وعبر الاجتماعات الدائمة مع منظمات ولجان المجتمع الأهلي، وكذلك عبر التفاعل والتواصل، سواء عبر صفحة مجلس المدينة أو صفحات مدينة جبلة، وسيتم مستقبلاً تنظيم تجمعات وندوات للمختصين بأعمال التطوير العمراني، لمشاركة الآراء والرؤى حول تطوير وتنمية المدينة.
الاستثمار والسياحة
وعن واقع الاستثمارات في المدينة، أوضح أنه يتم حالياً إعادة دراسة كافة الاستثمارات في مختلف المواقع في المدينة، سواء الممنوحة أو قيد الإنجاز والمتعثرة منها، أو التي ستطرح للاستثمار.
إعادة تقييم وتوجهات جديدة
وأضاف: في الحقيقة هناك نقص كبير في إعداد أضابير هذه المواقع لطرحها للاستثمار عقارياً و تخديمياً، أو لجهة تعديل نظام ضابطة البناء لتكون هذه الاستثمارات ملائمة ومفيدة للمدينة والمواطن، وسيتم طرح مشروعات استثمارية تُعنى بتطوير وإيجاد حلول تخطيطية لمركز المدينة والميناء التاريخي، واستيعاب وتطوير المهن التقليدية في مدينة جبلة، واستغلال كافة المواقع الأثرية والدينية التاريخية للترويج لنوع جديد من السياحة، يعتمد على سياحة المدن والمواقع التاريخية، مع توفير وتطوير أماكن سباحة شعبية في المواقع المتاحة ضمن المدينة، مثل ميناء “العزة والفيض”.
بين غياب الخدمات والوعود بالتنفيذ
ولفت إلى أنّ المواقع الاستثمارية في مدينة جبلة تمّ إعدادها وطرحها للاستثمار من المجلس السابق، ومعظم المواقع التي تمّ التعاقد عليها متعثرة لأسباب عديدة، أهمها عدم جاهزية تلك المواقع للاستثمار من الناحية العقارية والتنظيمية والخدمية، تلكؤ المستثمرين، وسيتم العمل على إعادة النظر في جميع هذه المواقع، وتذليل كافة العقبات لطرحها وإنجازها ووضعها موضع الاستثمار.
الواجهة البحرية
ورداً على تساؤلات المواطنين حول غياب أماكن السباحة، أوضح حموي أنّ السباحة الشعبية وبسبب طبيعة الشاطئ الصخري ضمن مدينة جبلة، وصعوبة الوصول إليه، لا تتوفر إلّا ضمن ميناء “العزة والفيض”، وهي غير مخدمة حالياً، وهناك مسبحان ضمن مدينة جبلة، أحدهما مغلق حالياً، وسيتم العمل على فتح الشواطئ القريبة من المدينة، مثل “الشقيفات والبحيص” للسباحة الشعبية قريباً.
متى تتحقق الوعود؟
وبين الواقع الحالي والوعود المطروحة، تبقى أعين المواطنين شاخصة نحو خطوات فعلية، تنقل جبلة من هامش الاستثمار والسياحة إلى موقعها الطبيعي كمدينة ساحلية، ذات إرث تاريخي وموقع جغرافي واعد، فهل نشهد خلال الفترة المقبلة بداية حقيقية لتفعيل السياحة والمشاركة المجتمعية كما وعد مجلس المدينة؟