الحريّة – ميليا اسبر:
لم تقتصر أضرار الحرائق الكبيرة التي تحدث حالياً في الساحل السوري على تدهور الأراضي الزراعية و الغطاء النباتي والحيوانات الموجودة ضمن الأحراج التي أصبحت رماداً، وإنما الأمر يتعداها إلى أبعد من ذلك وهو تغيير في طبيعة المناخ السوري في المستقبل، وهذا ربما يترتب عليه نتائج كارثية على البلاد.
مدير مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية شادي جاويش، أشار إلى أن الأثر الأكبر لحرائق الغابات التي تحدث في المنطقة الساحلية، هو بيئي من خلال إطلاق كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون co2 ، وأيضاً تدهور الغطاء النباتي، ما يقلل من قدرة المنطقة على امتصاص الكربون ويزيد من نسبة الغازات الدفيئة.
ولفت جاويش في تصريح لـ”الحريّة”، إلى أنه مع تدمير الغابات، تصبح المناطق أكثر عرضة لارتفاع درجات الحرارة، حيث إن الأشجار تلعب دوراً في تنظيم المناخ المحلي من خلال تقليل أثر موجات الحر خلال فترات الصيف، لكن تغيير المناخ في منطقه بلاد الشام مرتبط بأنماط جوية أكثر تعقيداً وتمتد إلى مقاييس أكبر عالمياً، حيث إن انحراف مسارات الكتل الهوائية وتغيُّر مواقع تشكُّل المنخفضات الجوية، يعمل على تغير أنماط هطول الأمطار والجفاف والظواهر الجوية الأكثر تطرفاً
وختم جاويش بأن حرائق الغابات الحالية يمكن أن تفاقم المشكلة، لكنها لن تكون السبب الرئيسي في التغير المناخي المحلي في المنطقة، فهناك أسباب أخرى تساهم في تغيير طبيعة المناخ في بلادنا.