الحرية – محمد زكريا:
حالة استثمارية غير مسبوقة تشهدها المدينة الصناعية في حسياء منذ بداية التحرير، حيث لم تتوقف الإدارة الجديدة للمدينة من تقديم العروض للمقاسم المقامة على أرض المدينة للاستثمار، ولعل المحفزات والتسهيلات المقدمة هي السبب الرئيس في تهافت المستثمرين في الحجز وشراء المقاسم فيها، ومن هذه المحفزات المرونة التي تتعامل بها إدارة المدينة في طرح المقاسم وغيرها من المحفزات، إضافة إلى الموقع الجغرافي المهم للمدينة وهو عنصر جاذب للمستثمرين، وبالتالي أصبحت بصمات التغيير في المدينة واضحة للعيان، لجهة التعامل الإيجابي مع المستثمرين الوافدين إليها، وفي هذا الاتجاه تواصل دائرة الاستثمار في المدينة نشاطها، حيث قامت بدراسة 49 طلب اكتتاب على المقاسم الصناعية، في إطار جهودها لتلبية احتياجات المستثمرين وتعزيز الحركة الصناعية في المنطقة، كما عقدت خلال الأيام الماضية، جلسة تفاضل على 12 مقسماً صناعياً، تقدم إليها 31 مكتتباً، وذلك لضمان توزيع عادل للمقاسم وفقاً للمعايير المعتمدة، كما استقبلت الدائرة 5 طلبات اكتتاب جديدة، من بينها طلب مميز لاكتتاب على مساحة 80,000 متر مربع بهدف إقامة منشأة متخصصة في صناعة السيراميك، ما يعكس تنامي الاهتمام بالاستثمار الصناعي في المدينة، فيما تعمل الدائرة حالياً على تحديث بيانات المستثمرين، بما في ذلك أرقام الهواتف، بهدف استكمال قاعدة البيانات وتسهيل التواصل معهم.
قراءة رقمية
وفي القراءة الرقمية وذلك حسب المؤشرات الصادرة عن إدارة المدينة يرى المتتبع نشاطاً استثمارياً متسارعاً غير مسبوق منذ بداية العام الحالي، تجلى في تخصيص أراضٍ لـ42 مستثمراً بمساحة إجمالية بلغت نحو 31 هكتاراً، وبقيمة رأسمالية تجاوزت 937 ملياراً و320 مليون ليرة سورية، يقابله نشاط استثماري صفري للعام الماضي، ومنه فإن هذه الاستثمارات، من الممكن أن توفر أكثر من 2000 فرصة عمل، ما يعكس ديناميكية القطاع الصناعي في المنطقة، وحسب التقرير الصادر عن المدينة فإن هذه المشاريع توزعت على أربع مناطق صناعية رئيسية: الغذائية، الهندسية، الكيميائية، والنسيجية، وشملت مجموعة متنوعة من الصناعات، أبرزها تجميع السيارات، تصنيع المواد الإنشائية، صناعة الأدوية، طحن الحبوب وتعبئة البقوليات، بالإضافة إلى صناعة الملابس والمواد البلاستيكية، وأوضح التقرير أنه تمّ خلال العام الحالي توقيع 31 عقد إيجار جديداً، وبالتالي هذا مؤشر واضح على حيوية الحركة الصناعية واستمرار جذب المستثمرين إلى المدينة، التي تواصل ترسيخ مكانتها كوجهة واعدة للاستثمار الصناعي في سوريا.
جملة إجراءات
مدير المدينة طلال زعيب أشار إلى أنّ إدارة المدينة تعمل على جملة من الإجراءات من شأنها تسريع دوران العجلة الصناعية والإنتاج من خلال، خلق قنوات تواصل مع المستثمرين والاجتماع بهم للاستماع إلى المصاعب التي تعترض عملهم ومعالجتها بالطرق المناسبة، والعمل على تنفيذ مشاريع البنى التحتية وإعادة صيانتها إضافة الى الإسراع في إنجاز المرافق المهمة التي تخدم عمل المستثمرين ولاسيما المرفأ الجاف ومحطة القطار، كما أن المدينة تولي اهتماماً كبيراً للمستثمرين المحليين العرب والأجانب من خلال العمل على تحديث منظومة القوانين والتشريعات وتهيئه البيئة الاستثمارية الجيدة، إضافة إلى العمل على أتمتة كافة الدوائر والاعتماد على التكنولوجيا، بغية التخلص من الورقيات.
تسهيلات متعددة
وعن أهم التسهيلات التي تقدمها إدارة المدينة للمستثمرين والصناعيين في الوقت الحالي، أشار زعيب إلى أنّ العمل جارٍ على إعداد خارطة استثمارية خاصة بالمدينة، وأهم الفرص الاستثمارية فيها، مع تشجيع الاستفادة من الموارد الطبيعية المتعددة في سوريا ( مواد أولية) في الصناعات الإستراتيجية مثل الاستفادة من الرمل الكوارتز في الصناعات التكنولوجية، والتأكيد على حسن التعامل مع المستثمرين والمراجعين .
مدينة عصرية
وبين زعيب لصحيفتنا الحرية أنّ المدينة تسعى لتكون مدينة عصرية بكل المقاييس وذلك من خلال العمل على أن تكون مدينة ذكية ( تكنولوجية )، حسب المقاييس العالمية، مع إنجاز المدينة السكنية متضمنة المرافق الخدمية والاجتماعية من مدارس ومراكز ثقافية وجوامع وصالات تسوق وملاعب، وإنجاز مشروع مدينة معارض ضمن حسياء الصناعية، كما يجري العمل على إنشاء مراكز لوجستية لتسهيل حركة البضائع داخل المدينة الصناعية وخارجها وتقديم خدمات النقل والتخزين وبأسعار تنافسية، وإنشاء مراكز متخصصة تعنى بتدريب الكوادر المحلية من أجل الاستفادة منها في تشغيل خطوط الإنتاج، مع توظيف الصناعات التكنولوجية الدقيقة مثل صناعه الكمبيوتر الموبايل الصناعات الإلكترونية.