الحرية- رحاب الإبراهيم :
شهدت الثروة الحيوانية استنزافاً كبيراً خلال السنوات الفائتة، في عموم سوريا وليس فقط في محافظة حماة، المعروفة أنها مدينة زراعية بامتياز، من دون إتخاذ خطوات فاعلة لحماية هذه الثروة، ومنع الخسائر المتواصلة بحق العاملين بهذا القطاع الحيوي، مع مطالبات مستمرة ومحقة من أهل الكار للجهات المعنية بإيجاد حلول منصفة ومجدية لإنقاذ قطاع الثروة الحيوانية وترميم النقص الحاصل على نحو يعزز الأمن الغذائي ويقوي الاقتصاد المحلي.
“الحرية” تواصلت مع الدكتور محمد نور هدلة، معاون مدير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية في محافظة حماة، للحديث عن واقع الثروة الحيوانية بحماة والتحديات التي تواجهه بهذه المرحلة والحلول المطلوبة لتطويره وتحسين واقعها، حيث أكد أن تعداد الثروة الحيوانية في المحافظة وفق إحصائية عام 2024 بلغ حوالي 2.4 مليون رأس من الأغنام، وقرابة 260 ألف رأس من الماعز، و57 ألف رأس من الأبقار، و1,279 رأساً من الجِمال، إضافةً إلى 562 رأساً من الجاموس، و تضم 1,800 منشأة دواجن مرخّصة، يعمل منها فعليًا نحو 690 منشأة.
تحديات كبيرة
وعن الصعوبات التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية، أوضح الدكتورهدلة أن تربية الأغنام شهدت تحديات كبيرة خلال الفترة الماضية نتيجة الجفاف وقلة الأمطار، مما أدى إلى انزياح جزء من الثروة الغنمية باتجاه مناطق المراعي في سهل الغاب والريف الشمالي لمحافظة حلب، كما تعد قلة المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف من أبرز العقبات التي تواجه المربين في الوقت الراهن.
وبيّن الدكتور هدلة أن وزارة الزراعة اتخذت جملة من الإجراءات الداعمة للقطاع، من أبرزها تسهيل تصدير ذكور العواس، ما انعكس إيجاباً على سوق الثروة الحيوانية وأسهم في تحفيز المربين على الاستمرار في تربية الأغنام.
مقترحات حمائية
وقدم معاون مدير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية في حديثه لصحيفة “الحرية” جملة من المقترحات، لتحسين واقع الثروة الحيوانية من أهمها تأمين اللقاحات الضرورية لبعض الأمراض لتحسين الوضع الصحي والوقاية من الأوبئة، وتنظيم العملية الزراعية في مناطق الاستقرار الرابعة والخامسة والبادية، ما يسهم في توفير مراعي طبيعية للقطعان، إضافة إلى استيراد أبقار ذات إنتاجية عالية الجودة وتوزيعها على المربين بهدف رفع الجدوى الاقتصادية وتعزيز الإنتاج المحلي.