الحرية ـ سراب علي :
منذ سنوات طويلة ما زال الريف يئن تحت وطأة نقص الخدمات الأساسية وتراجع البنى التحتية، واليوم تبرز حملات دعم الريف عبر التبرعات كواحدة من أهم المبادرات الوطنية التي تسعى لمد يد العون لهذا الخزان الاقتصادي والاجتماعي، بما يحمله من ثروات طبيعية وبشرية ومميزات جغرافية هامة.
وهنا أكدت الاختصاصية الاجتماعية والتربوية، الدكتورة سلوى شعبان في حديثها على أهمية هذه الحملات، مشيرة إلى أننا جميعاً نسعى لبناء مجتمع قوي متطور يوفر لأفراده مستوى معيشياً مناسباً لاستمراريتهم ووجودهم، ولعلّ الريف يعدّ الخزان الاقتصادي المهم بما يحتوي من ميزات طبيعية وبشرية وجغرافية، ويجب دعمه والعمل على تنمية الخدمات المتنوعة فيه بعد ما عاناه من شحٍّ وقلة وتراجع بسبب الحرب الذي شنهه النظام البائد، والجوع والفقر.
وأضافت شعبان في تصريحها لصحيفتنا “الحرية”: إن حملات التبرع تمثل وسيلة عملية لمساندة الريف، إذ تقوم على مساهمة الجميع كل حسب استطاعته ومقدرته، وصولاً إلى مشاركة المغتربين عبر إرسال مبالغ مالية تسهم بشكل ملموس في دفع عجلة التنمية.
ورأت شعبان أن هذه الجهود غيرة وطنية وصورة عن التلاحم الشعبي بين جميع شرائح المجتمع لنهضة الريف.
وأبرزت شعبان أن الأولوية في دعم الريف يجب أن تتركز على مشاريع الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها: الطرق وصيانتها لتسهيل حركة الناس والبضائع، الخدمات الطبية عبر بناء مشافٍ ريفية ومستوصفات، وتقديم الرعاية الصحية للمناطق البعيدة والمنتشرة على مساحات واسعة، وكذلك مشاريع المياه عبر مد شبكات مياه الشرب وإيصالها إلى القرى التي تعاني العطش بالإضافة إلى الصرف الصحي لحماية البيئة الريفية النقية والتربة الزراعية، ما ينعكس مباشرة على صحة السكان والزراعة والإنتاج الغذائي.
كما شددت على أهمية دعم المشاريع الزراعية والتنموية لضمان الأمن الغذائي، وتعزيز وفرة المحاصيل، ورأت أن التعليم وبناء المدارس ورياض الأطفال يمثلان حجر الأساس لبناء العقول وتثقيف الأجيال، بما يمكنهم من الإسهام الفاعل في نهضة مجتمعهم”.
وختمت شعبان بالتأكيد على أن للتبرعات دوراً جوهرياً في إحياء صورة المشاركة والأخوة والتكافل الاجتماعي، مشددة بالقول:
الوطن مسؤولية الجميع، ولا بدّ من تحمل المسؤولية كلٌّ حسب قدره واستطاعته، لنصل إلى رفاهية المواطن وراحته النفسية واستقراره.