الحرية: وليد الزعبي – عمار الصبح
أقفلت صناديق الاقتراع لانتخابات مجلس الشعب في درعا أبوابها بعد انتهاء عملية التصويت في أول انتخابات تشريعية بعد سقوط النظام البائد، حيث جرى الاقتراع في ثلاث دوائر انتخابية على مستوى المحافظة، في مدينة درعا ومنطقة إزرع ومنطقة الصنمين، وهي المراكز المحددة من قبل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب.
وبعد انتهاء عملية الاقتراع وفرز الأصوات جرى إعلان النتائج الأولية بحضور المرشحين من أعضاء الهيئات الناخبة ووكلائهم وأعضاء اللجنة القانونية، حيث أفضت النتائج الأولية إلى فوز كل من المرشحين «نزار عبد الرزاق الرشدان، عبد الرحمن خالد الحريري، عدنان أحمد المسالمة» عن منطقة درعا، و«محمد سرور المذيب، عبد المولى الحريري» عن منطقة إزرع، وعن منطقة الصنمين (محمد العاصي).
ولدى اطلاعه على مجريات العملية الانتخابية في المركز الثقافي بمدينة درعا، أكد محافظ درعا أنور طه الزعبي أن عملية التصويت التي جرت ستكون إيذاناً بتشكيل أول مجلس شعب سوري بعد سقوط النظام البائد، مبيناً أن الانتخابات جرت بروح تنافسية وأتاحت الفرصة لأبناء المحافظة في أن يمارسوا دورهم الطبيعي في اختيار من يمثلهم في مجلس الشعب وينقل طموحهم وآمالهم.
وأشار إلى الإقبال الكبير من قبل أعضاء الهيئات الناخبة على صناديق الاقتراع، وهذا ما يعكس الرغبة الحقيقية لإنجاح هذا الاستحقاق الدستوري المهم، مؤكداً أن عملية الاقتراع التي جرت في المحافظة سارت بكل هدوء وتنظيم، ولم تُسجل أي إشكالية في أي من المراكز الانتخابية الثلاثة.
إجراءات سلسة وميسرة
وقبيل انطلاق العملية الانتخابية أجرت اللجان الفرعية عملية تفقدية منذ الصباح لصناديق الاقتراع، ومغلفات الأوراق الانتخابية، والغرف السرية، بهدف ضمان سير عملية انتخاب أعضاء مجلس الشعب بشكل نزيه وشفاف.
بعد ذلك فتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة التاسعة صباحاً، حيث بدأ أعضاء الهيئات الناخبة المعتمدون والذين قاموا بالتصويت، بالتوافد إلى المراكز مع إبراز أوراقهم الثبوتية، وتم تسليمهم بطاقاتهم الانتخابية قبل التوجه إلى رئيس اللجنة الفرعية في المراكز المعتمدة لاستلام الورقة الانتخابية المختومة رسمياً، ثم بدأت عملية الاقتراع بدخول أعضاء الهيئة الناخبة إلى غرفة الاقتراع السرّي لإعداد الورقة التي تُودَع في صندوق الاقتراع بشكل علني.
وجرت عملية الاقتراع في أجواء من الهدوء والتنظيم، وسط إقبال ملحوظ من الناخبين الذين عبّروا عن حرصهم على المشاركة في هذا الاستحقاق الوطني، بما يعكس إرادة المواطنين في المساهمة ببناء مؤسسات الدولة وترسيخ الحياة الديمقراطية. وبعد انتهاء الاقتراع، جرى فتح الصناديق بشكل علني، حيث بدأت عملية فرز الأصوات أمام وسائل الإعلام بحضور المرشحين من أعضاء الهيئات الناخبة ووكلائهم وأعضاء اللجنة القانونية.
خطة أمنية لتأمين الانتخابات
وبالتوازي نفذت قيادة الأمن الداخلي في محافظة درعا منذ ساعات الصباح الأولى، خطتها الأمنية الهادفة إلى تأمين مراكز الاقتراع، ومواكبة سير العملية الانتخابية لمجلس الشعب في دورته الجديدة. وانتشرت الوحدات والعناصر في مختلف مناطق المحافظة لتأمين محيط المراكز الانتخابية، وتنظيم حركة المواطنين ومراقبة حركة المرور لضمان انسيابها وتسهيل وصول الناخبين، وضمان سير العملية الانتخابية في أجواء يسودها الهدوء والانضباط، وذلك بالتنسيق الكامل مع الجهات القضائية والإدارية المشرفة على الانتخابات.
آلية جديدة للانتخابات
وبلغ عدد المرشحين لانتخابات مجلس الشعب في محافظة درعا 74 مرشحاً في ثلاث دوائر انتخابية «مدينة درعا، إزرع، الصنمين»، وبلغ عدد أعضاء الهيئات الناخبة 300 ناخب، فيما يبلغ عدد المقاعد المطلوبة 6 مقاعد موزعة على الدوائر الثلاث.
وتأتي هذه العملية الانتخابية في سوريا وفق آلية جديدة مؤقتة، حددها المرسوم الرئاسي رقم (66) لعام 2025 الصادر عن رئيس الجمهورية أحمد الشرع، والذي نصّ على تشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب من عشرة أعضاء إضافة إلى رئيسها محمد طه الأحمد، لتتولى الإشراف على كامل العملية الانتخابية.
ونصّ المرسوم الرئاسي على توزيع أعضاء المجلس وفق الكثافة السكانية في المحافظات، وبحسب فئتي الأعيان والمثقفين، مع تعيين ثلث الأعضاء من قبل رئيس الجمهورية وانتخاب الثلثين وفق لجان انتخابية توزعت مقاعدهم على المحافظات.
وفي مرسوم آخر حمل رقم «143» لعام 2025 تم تحديد عدد أعضاء مجلس الشعب بـ 210 أعضاء، على أن تُشكل الدوائر الانتخابية على مستوى المناطق الإدارية، بحيث تتألف الدائرة من منطقة أو أكثر، ولكل منها هيئتها الناخبة التي تتولى انتخاب ثلثي أعضاء المجلس، بينما يقتصر حق الترشح على أعضاء الهيئات الناخبة.