الحرية- وليد الزعبي:
تطالعنا بشكل شبه يومي أخبار مؤسفة عن وقوع حوادث سير على أوتوستراد دمشق- درعا على الحدود الأردنية، والتي قد تتعدى في بعض الأيام الثلاثة حوادث، ومن نتائجها التسبب بأذيات خطرة قد تزهق أرواح الأبرياء.
إن ما يحدث يستدعي من الجهات ذات العلاقة تقصي واقع هذا الأوتوستراد الدولي الذي بدأ يشهد كثافة كبيرة في حركة المركبات، وخاصةً بعد ازدياد حركة الترانزيت عبر الحدود مع الأردن، وكثرة المسافرين القادمين للبلاد بعد سنوات طويلة من الغياب، أضف لذلك تضاعف أعداد السيارات بعد السماح باستيرادها.
ولا يختلف اثنان على أن السرعات الزائدة تعد من أهم العوامل المسببة للحوادث، لكن بالمقابل هناك عيوب ونواقص يعاني منها الطريق نتيجة إهماله في عهد النظام البائد، وهي تشكل عوامل إضافية لا تقل أهمية في التسبب بوقوع حوادث السير.
إن مستخدمي الطريق يلاحظون وجود هبوطات خطرة فيه عند جسري غزالة ومحجة، حيث تعرضا خلال السنوات الماضية للهدم، وما جرى من معالجة طارئة حينها بالردم والتزفيت، كان حلاً بدائياً لا جدوى منه لأنه لم يأخذ بالمعايير الفنية، إذ وفي كل مرة تتم معالجة الهبوطات على السطح تعود لتظهر من جديد.
كذلك توجد شرائح كبيرة من مسربي الأوتوستراد الغربي والشرقي متهالكة وفيها تدرجات تربك الحركة المرورية ومن المحتمل أن تؤدي لوقوع الحوادث، وحسب متابعين هناك مسافة رديئة من مسرب الأوتوستراد الغربي، وبالتحديد من بعد جسر محجه وحتى نامر، لم يتم إجراء الصيانة الملحة لها منذ قرابة العشر سنوات بسبب مشكلة عقدية عالقة مع أحد المتعهدين.
والأمر لم يتوقف عند ذلك، فهذا الطريق الدولي يفتقد للإشارت التحذيرية وخاصةً عند الجسور والتفرعات والمنحنيات، كما أن الدهان الطرقي غير منفذ بشكل كامل على مسربي الطريق، بل في أجزاء متفرفة فقط، ومنه ما هو قديم غير واضح، ما يضعف السلامة المرورية وقد يكون أحد أسباب بعض الحوادث.
أمام ما تقدم، فإن مراقبة السرعات على الأوتوستراد عبر دوريات المرور وبالرادار، تعد أولوية ملحة لضبطها ضمن الحدود المسموحة، بالتوازي ينبغي تنفيذ جسر جديد عند غزالة وآخر عند محجة لإنهاء مشكلة الهبوطات المتكررة بشكل جذري، وإجراء الصيانات المطلوبة لجسم الطريق من خلال قشط المواقع المتهالكة والمتدرجة وصيانتها بمد قميص إسفلتي متكامل، ووضع إشارات الدلالة وتلك التحذيرية في الأماكن التي تحتاجها، مع تنفيذ الطلاء الطرقي على كامل مسار مسربي الطريق، ومجمل مثل هذه الإجراءات لا شك تسهم في تيسير الحركة المرورية على الطريق الحيوي، وتقلل من حوادث السير إلى الحدود الدنيا.
دولي.. لكن؟

Leave a Comment
Leave a Comment