ذئاب بيضاء تظهر بجبال عسال الورد في القلمون

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – علام العبد:

وسط هضاب وتلال مكسوّة بالثلوج في جرود عسال الورد بجبال القلمون الغربي في محافظة ريف دمشق، وفي مشهد مثير للدهشة، ظهر ذئبان أبيضان كظلّ صامت يتحركان بين الصخور البيضاء بهدوء حذر، يكسران سكون الفضاء الأبيض الواسع مع تساقط الثلوج.

ويقول المزارع محسن بكر من أهالي المنطقة إنه رصد اليوم في أعالي جبال عسال الورد في ريف القلمون الغربي، حيث يغمر الثلج كل شيء بصمته الأبيض، ظهور ذئاب بيضاء ذات فراء كثيف بلون الثلج والصخور يعكس أشعة الشتاء الباهتة.

وأكد في حديثه لصحيفة «الحرية» أن ظهور الذئاب البيضاء وسط جبال الثلج في القلمون مشهد طبيعي مهيب يخص الذئب القطبي، الذي يتميز بفروه الأبيض الكثيف للتخفي والتدفئة، ويتكيف مع البيئات الثلجية، ويُظهر عادةً في صور وفيديوهات بديعة وهو يتجول في غابات وأراضٍ واسعة أو في مناطق مشابهة ذات ثلوج كثيفة، ويُعد رمزاً للقوة والجمال في الطبيعة الشتوية.

وعن أسباب وجودها وتكيفها، يقول الخبير البيئي الدكتور عصام البارودي: إن الفراء الأبيض جاء ليمتزج تماماً مع الثلج المحيط، ما يساعد الذئب على التخفي من فرائسه وتجنب أعدائه.

ويضيف أن ظهور الذئاب البيضاء في صور مهيبة وهي تقف أو تجري وسط الجبال الثلجية، أو تستمتع باللعب في الثلج، يخلق مناظر طبيعية شتوية ساحرة.

وبيّن البارودي أن مشاهدة الذئاب البيضاء وسط الثلوج تعكس جمالية الحياة البرية وقدرة الكائنات على التكيف، وغالباً ما تكون مرتبطة بالذئاب أو القطط التي تعيش في بيئات باردة جداً.

وحسب ما ذكرت المهندسة الزراعية مياس الخوري، فإن جبال القلمون في سوريا تُعد موطناً لتنوع بيولوجي مهم يشمل حيوانات برية مثل الذئب، الضبع، الثعلب، والنيص، إضافة إلى أنواع عديدة من الطيور. وتعتبر المنطقة غنية بالتنوع الحيوي، لكنها تواجه تحديات مثل هجمات الذئاب على المزارع نتيجة الجفاف، ما يسبب ذعراً للسكان في بلدات مثل دير عطية، بينما تبقى جزءاً مهماً من التراث الطبيعي والتاريخي للمنطقة.

وقالت الخوري: لقد أدت موجات الجفاف في البادية السورية إلى نزوح الحيوانات المفترسة نحو جبال القلمون بحثاً عن الغذاء والمأوى، ما زاد من هجماتها على المزارع والمواشي في مدن القلمون.

Leave a Comment
آخر الأخبار