الحرية- يسرى المصري:
نعم لا نقبل أن تقسم بلادنا ونصبح شيعاً وطوائف.. ولا نقبل أن يفكر الصديق أو العدو أننا نبيع بلادنا بمصلحة أو من خوف أو من طمع.. السوريون أخوة وسوريا أرض موحدة تضم الجميع بجغرافيا متنوعة وتعاضد بين الأهل على اختلاف مشاربهم.. وأهلها السوريون الكرام لم ولن يكونوا في الأذهان ناقصين.. ولا في السير نحو تنمية البلاد وحمايتها مقصرين.. فلا نقبل بعد الآن من بعض الفلول الفاسدة الذين تم العبث بعقول بعضهم لمهاجمة السلم الأهلي وإلحاق الأذى وبث الفتنة بين أهلنا في الساحل.. أو في السويداء أو في الشمال أو في الشرق أو في الشام.. كل محافظاتنا مقدسة وكل الجغرافيا تضم أهلنا الكرام.. أهل سورية الكرام.. ونهب المسيء للمصلح.. ولا نقبل تحت أية ذريعة أن نترك قرارنا ومصيرنا لتفسيرات وتحليلات لمن أراد شراً ببلادنا ويدس السم في النفوس الضعيفة الفاسدة.
المشهد المؤلم في الساحل تمت صناعته بأيد خفية خبيثة واستغلال ثلة من الفاسدين المرتبطين بمصالح قد تهدمت وأطماع غير مستحقة وجهت أسلحتها نحو السلم الأهلي لبث الفتنة بين الأهل والجيران والأصحاب والأخوة .ولا نصدق أنهم لم يدركوا أنهم تحولوا بسبب تلاعب القوى الخارجية بهم إلى خونة وأكثر ..فأصبحوا وهم يدعون حماية المصالح “الطامعين والمتربصين” يدفعون بالأبرياء إلى الجحيم.. فكانوا الحطب بيد من يتربص بالبلاد.. وجاء الرد حاسماً من القيادة السورية.. بتجريم أيَّ دعوى أو نداءٍ يسعى للتدخلِ في شؤونِ بلادِنا، أو يدعو لبثِّ الفتنةِ وتقسيمِ سوريا الحبيبة، فلا مكانَ بيننا لمثل تلك الدعوات، سوريا، بكلِّ مكوناتِها، ستظلُ موحَّدةً بعزيمةِ شعبِها، وقوةِ جيشِها، ولن نسمحَ لأيِّ جهةٍ كانت أن تعبثَ بوِحدتِها الوطنية، أو تفسدَ السلمَ الأهليّ.
الرئيس الشرع: الذي يعي تماماً ما يحاك من مؤامرات خفية للبلاد ويحاول العبور بحياد وسلام.. لبناء سورية وإعادة إعمارها كان الأسرع في وأد الفتنة عبر القرار الرئاسي المتضمن تشكيلِ لجنةٍ لتقصي الحقائقِ للنظرِ والتحقيقِ في أحداثِ الساحل، وتقديمِ المتورطينَ إلى العدالة، وكشفِ الحقائقِ أمامَ الشعبِ السوري، ليعلمَ الجميعُ مَنِ المسؤولُ عن هذهِ الفتنِ والمخططات.
والواجب أن كل مواطن سوري شريف يعتبر نفسه عضواً أصيلاً في اللجنة العليا التي تم تشكيلها للحفاظِ على السلمِ الأهليّ، وانه مكلف من قبلِ انتمائه لوطنه وإنسانيته وأخلاقه وشرفه بالتواصلِ المباشرِ معَ السوريين أهله وجيرانه وأصحابه وزملائه للاستماعِ إلى الآخرين وتقديمِ الدعمِ اللازم، بما يضمن حمايةَ المجتمع السوري واستقرارِه، ويعزز الوحدةَ الوطنيةَ في هذه المرحلةِ الحساسة.
إن ما حدث في سوريا هو ضمن التحديات المتوقعة، لدولة تحاول النهوض وإعادة الإعمار بينما يتربص بها الجميع ويترقبون ويراقبون كل خطوة.. ويخشون من نجاحها باستعادة مكانتها في المنطقة والشرق الأوسط.. لكن ما تحقق بعد الاختبار يجعلنا مطمئنين آمنين على هذا البلد، الذي حباه الله بمقومات كثيرة للقوة والبقاء والعزة والكرامة. ونحن السوريون فقط من يحرص ويحافظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، لدينا القدرة على أن نعيش سوياً.
ونقول في رسالة للداخل والخارج ..لا تصدقوا أن سورية خالية من الطيبين والعقلاء والحكماء والمخلصين.. هذه البلاد طالما أنارت العالم بحضارتها وكانت العنوان العملي للأخلاق الحميدة والشجاعة والكرم والإنصاف والعدل بين الناس، فلا خوف على أهل سوريا ولا هم يحزنون.