الحرية – محمد زكريا:
أثار القرار الصادر عن المؤسسة السورية للمخابز الخاص بزيادة قطر رغيف الخبز مع الحفاظ على وزن الرابطة وتقليل عدد الأرغفة من 10 أرغفة في الربطة الواحدة بدلاً من 12 رغيفاً، موجة من التساؤلات أهمها ما العبرة من ذلك لطالما بقي الوزن والسعر كما هو، وهل لزيادة قطر الرغيف أن تضيف شيئاً على تحسين جودة الرغيف.
تثقيف ذاتي
أمين سر جمعية حماية المستهلك قي دمشق وريفها والخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة أشار إلى أن الجمعية سبق لها أن طرحت زيادة عدد الأرغفة، وذلك لتخفيف الهدر، ولاسيما أن العادات المنزلية لدى غالبية السوريين يفضلون الرغيف كاملاً أثناء الوجبات الغذائية اليومية، ولا يتناولون القطع المتبقية من الرغيف وهذا يحتاج إلى تثقيف ذاتي من داخل الأسرة.
لا أثر اقتصادياً
وأوضح حبزة لـ الحرية أن هذا القرار فني بحت، يتعلق بتسريع تصريف مادة الخبز، وبالتالي تخفيف الازدحام على المخابز بشكل عام، وليس له أي تأثير اقتصادي على الإطلاق، منوهاً بوجود تعليمات وزارية قديمة تفيد بأن لا يزيد قطر الرغيف على 35 سم، وأن هذا القرار جاء تماشياً مع هذه التعليمات لجهة إنقاص عدد الأرغفة، وزيادة في قطر الرغيف، وبالتالي هذا الإجراء فني، يتعلق بآلية عمل المخابز، ولتحقيق الانسيابية في عملية وصول الرغيف إلى نقاط البيع المباشر بشكل أسرع مما كان عليه.
تقاعس وتقصير
مشيراً إلى أن عدد الأرغفة الموجودة ضمن الربطة الواحدة والبالغ عددها 12 رغيفاً، وتعدّ كمية كبيرة للربطة، وبالتالي تأخذ جهداً ووقتاً كبيراً لكي يصل الرغيف إلى كوة البيع المباشر، وأنه في كثير من الأحيان يحصل تقاعس وتقصير في تزويد الكوة بالخبز، وبالتالي هذا الإجراء هو منطقي لجهة التسريع في وصول المادة إلى منفذ البيع .
ما ينقص القرار
وبيّن حبزة أن تحديد القطر وتوسعته مهم جداً ولاسيما لجهة نسبة الرطوبة والنضج، فالقطر الصغير يأخذ وقتاً طويلاً في التقطيع، ويأخذ أيضاً مساحات أكبر أثناء عملية التبريد، وهو إجراء فني سليم، لاسيما أنه ترافق مع تحديد نسبة الرطوبة والمقدرة بـ28 درجة، لكن السؤال هنا هل يمكن متابعة نسبة الرطوبة بشكل دقيق..! مضيفاً أن القرار لم يحدد مسافة خط سير التبريد والذي يجب ألّا يقل عن 35 م، كما أن القرار لم يحدد سرعة خط التبريد، وبالتالي أنه من خلال هذه المسافة يمكن أن تتحقق نسبة الرطوبة المطلوبة، وأنه إذا لم يكن هناك تبريد بالمسافة المطلوبة، فلن تصل الرطوبة المطلوبة إلى حدها المطلوب.
منوهاً بضرورة مراقبة الخلطة المخصصة للعجين بدءاً من التحضير والخلط مروراً بالعجن وصولاً بالتخمير والتقطيع والتشكيل والفرن إلى مرحلة التبريد
التكلفة أكبر من القيمة .
ولفت حبزة إلى أن الحكومة لا تزال تدعم مادة الخبز على الرغم من ارتفاع سعرها، لأنه في واقع الأمر التكلفة الفعلية أكبر من قيمته الحالية، وأنه مع تحسن الظروف الاقتصادية والمعيشية للمواطن يمكن للحكومة أن تأخذ قراراً مفاده دعم الخبز في قادم الأيام، بحيث يتماشى السعر مع قدرة المواطن.
بنود القرار.
يذكر أن القرار صدر بالأمس على أن ينفذ من صباح هذا اليوم، وهو يأتي ضمن إطار جهود الوزارة لتحسين جودة رغيف الخبز، وجاء في بنوده التالي: تحديد مبيع ربطة الخبز التمويني المدعوم للمستهلك من كوات البيع المباشر في المخابز التموينية العامة بسعر 4000 ليرة سورية وبنفس وزن الربطة الحالي البالغ 1.2 كغ، مع تعديل عدد الأرغفة ضمن الربطة ليصبح 10 بدلاً من 12 رغيفاً، إضافة إلى تحديد قطعة العجين بحيث لا تقل عن 144 غ، وأنه يجب ألّا يقل قطر الرغيف عن 33 سم، والالتزام بأن يكون رغيف الخبز دائري الشكل وكامل النضوج والاستواء و لا تزيد رطوبته على 28 %.