زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. دلالات صريحة وملفات مستحقة

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- سامر اللمع:

تكتسب زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة الأمريكية أهمية استثنائية في هذه المرحلة لجهة دقة وحساسية الملفات المزمع بحثها مع الادارة الأمريكية، حيث من المقرر أن يلتقي اليوم بنظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.

العناوين البارزة للزيارة، تتنوع ما بين السياسي والأمني والاقتصادي وهي بمجملها ملفات هامة قد ترسم صورة مستقبل سوريا للمرحلة الجديدة.

دلالات الزيارة

يجمع المراقبون على أن لزيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن دلالات عدة أهمها عودة سوريا إلى مركز الحدث الاقليمي والدولي كعنصر أساسي في العديد من الملفات الهامة السياسية والأمنية والاقتصادية، ويعود الفضل في ذلك إلى قدرة الدبلوماسية السورية المتمثلة بشخص الرئيس الشرع على التأثير في أهم مراكز القرار العالمي، ونقصد هنا الولايات المتحدة بقيادة ترامب الذي أعلن مراراً بأنه معجب بالرئيس الشرع، ويراه قائداً حازماً قادراً على قيادة مرحلة التحول السياسي والأمني في البلاد، وذلك وفقاً لصحيفة «واشنطن إكزامينر» الأمريكية، التي كشفت في مقال نشرته أمس أن إدارة ترامب تُبدي التزاماً كاملاً بالتعاون مع الرئيس الشرع، معتبرة أنه يمتلك القدرة على تغيير مسار سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن دوائر القرار في الإدارة الأمريكية ترى في الرئيس الشرع شريكاً موثوقاً يمكنه تحقيق توازن إقليمي جديد وإعادة دمج سوريا في النظام العربي والدولي، وأضافت: إن البيت الأبيض بذل جهوداً مكثفة في الكونغرس الأميركي لإلغاء قانون قيصر خلال الأسابيع التي سبقت الزيارة، في خطوة اعتُبرت تمهيداً لإعادة بناء العلاقات بين البلدين.

ملفات الزيارة واللقاء

من المقرر أن يبحث الرئيسان الشرع وترامب في لقائهما المقرر اليوم في البيت الأبيض مجموعة من الملفات المتعلقة بترتيبات الوضع السوري والإقليمي ومكافحة الإرهاب العابر للحدود.

على رأس تلك الملفات، ملف انخراط الدولة السورية في مكافحة الإرهاب الذي يمثله تنظيم «داعش» اليوم، وقد شرعت دمشق بالفعل في تنفيذ بعض مهام هذه العملية وخصوصاً تلك المتعلقة باعتقال خلايا التنظيم في عدد من المناطق السورية والتي تمت بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

ثاني الملفات، هو البحث في مسألة اتفاق أمني مع إسرائيل، يرتكز بشكل أساسي على منعها من الاعتداء على الأراضي السورية.

ويبقى الملف الأكثر أهمية هو رفع ما تبقى من عقوبات مفروضة على سوريا، والحديث هنا عن قانون قيصر، حيث من المتوقع أن يتم التصويت عليه في مجلس النواب /الكونغرس/ في المرحلة المقبلة، ثم رفعه إلى الرئيس ترامب للتوقيع عليه قبل نهاية العام، وفق التوقعات.

ومن شأن رفع عقوبات قيصر، أن يمنح الاقتصاد السوري الكثير من الفرص وأن يعزز ثقة المجتمع الدولي بسوريا، ومن الممكن لهذه الخطوة أن تشجع الشركات الأمريكية والأوروبية والخليجية على التوجه إلى سوريا من أجل المساهمة الفعالة في مجال إعادة الإعمار.

رئيس للسوريين في كافة بقاع العالم

يحرص الرئيس الشرع، في كل زيارة خارجية أن يلتقي بأبناء الجالية السورية في البلدان التي يزورها لتعزيز أواصر الانتماء لكافة السوريين مع بلدهم الأم، سوريا، حيث التقى وفداً منها يوم أمس الأحد في واشنطن، وجرى اللقاء بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك.

وأكد الرئيس الشرع خلال الاجتماع، أهمية ارتباط السوريين في الخارج بوطنهم سوريا، مشيراً إلى دورهم الحيوي في نقل الصورة الحقيقية عنها والدفاع عن قضاياها العادلة، كما أشاد بجهود ومبادرات أبناء الجالية، التي تُعبّر عن انتمائهم العميق واعتزازهم بوطنهم، مشيراً إلى دورهم الهام في دعم جهود إعادة البناء في سوريا.

وتحدث الرئيس الشرع عن روح التعاون بين السوريين في المهجر وأهمية استثمار الفرص المتاحة، مشدداً على ضرورة مساهمة السوريين في الداخل والخارج لتحقيق خطة إعادة الإعمار، مشيراً إلى المراحل الأخيرة للعقوبات المفروضة على سوريا وأهمية متابعة الجهود لرفعها.

Leave a Comment
آخر الأخبار