الحرية – ماجد مخيبر:
تشكل المشاركة السورية ممثلة بالسيد الرئيس أحمد الشرع في مؤتمر الأطراف للمناخ (COP30) بالبرازيل، محطة دولية إستراتيجية تؤكد عودة سوريا إلى المحافل البيئية العالمية، وتأتي هذه المشاركة في ظل تحديات مناخية وبيئية غير مسبوقة، حيث تسعى سوريا إلى إبراز دورها في تحقيق التوازن البيئي العالمي، والدفاع عن مبادئ العدالة المناخية التي تضررت جراء الظروف الاستثنائية التي مرت بها.
التزام سوريا بتطبيق اتفاقية باريس للمناخ
الخبير الاقتصادي الدكتور زياد أيوب عربش يؤكد أنّ سوريا تُظهر التزاماً متصاعداً بتطبيق بنود اتفاقية باريس للمناخ، من خلال تطوير سياسات وطنية تستهدف تعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وتركز هذه السياسات على معالجة تداعيات الجفاف والتصحر، وإعادة تأهيل القطاعات البيئية المتضررة، بما يتوافق مع التزاماتها الدولية.
دور مؤتمر COP30 في تعزيز الحضور السوري
كما يرى الدكتور عربش أن مؤتمر COP30 يمثل منصة دولية مهمة لسوريا لتسليط الضوء على جهودها في مواجهة التحديات المناخية، وإعادة بناء جسور التعاون مع المنظمات والمبادرات البيئية الدولية، مضيفاً أنّ المؤتمر يشكل فرصةً لتقديم النموذج السوري في التكيف المناخي، والدفاع عن مبدأ العدالة البيئية للدول المتضررة من الصراعات.
الآثار البيئية للصراع ومسألة العدالة المناخية
ويشير الخبير الاقتصادي إلى أنّ سوريا تعاني من تداعيات بيئية خطيرة نتيجة الصراع المسلح، أثرت على منظومتها البيئية بشكل شامل، ويوضح أنّ سوريا تطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بهذه الآثار، والعمل على تعويض الأضرار البيئية من خلال آليات التمويل والدعم التقني، تماشياً مع مبادئ العدالة المناخية العالمية.
برامج التكيف وارتباطها بالأهداف العالمية
عربش يبيّن أن سوريا تنفذ مجموعة من البرامج والمشاريع الهادفة إلى الحدّ من آثار التغير المناخي، تركز على تحسين إدارة الموارد المائية، وتطوير أساليب الزراعة المستدامة، وحماية النظم البيئية الهشة، ويؤكد أنّ هذه البرامج تسهم في تحقيق الهدف العالمي لحصر ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية.
أهمية التمويل الدولي للمشاريع البيئية
كما يحذّر الدكتور عربش من أن العمل البيئي في سوريا يواجه تحديات تمويلية كبيرة، ما يزيد من أهمية الدعم الدولي لتنفيذ مشاريع التكيف المناخي وإعادة الإعمار البيئي، ويشير إلى أنّ سوريا تطمح إلى الاستفادة من صناديق التمويل المناخي التي يشهدها مؤتمر COP30، لتنفيذ مشاريع مستدامة تحقق التوازن بين متطلبات التعافي البيئي والتنمية الاقتصادية.
رؤية مستقبلية للحضور السوري في المحافل المناخية
ويختتم الدكتور عربش بالتشديد على أن سوريا تسعى إلى تعزيز حضورها في المحافل البيئية الدولية، من خلال تقديم نموذج يعكس تجربتها الفريدة في مواجهة التحديات المزدوجة للصراع والتغير المناخي. ويدعو إلى بناء شراكات دولية إستراتيجية، ونقل الخبرات والتقنيات الحديثة، للمساهمة في صياغة سياسات مناخية عادلة ومستدامة.
فالمشاركة السورية في مؤتمر COP30 تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون البيئي الدولي، وإثبات الدور الفاعل الذي يمكن أن تلعبه سوريا في المشهد المناخي العالمي، معرباً عن أمله في قدرة سوريا على المساهمة الفاعلة في تحقيق الاستدامة البيئية العالمية.