الحرية – نهلة أبوتك:
شهدت الساحة الدولية تحولاً تاريخياً، بعد أن قرر مجلس الأمن الدولي رفع اسم السيد الرئيس أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب من قوائم العقوبات، في خطوة وصفها خبراء بأنها نقطة تحول استراتيجية تعيد سوريا إلى مركز القرار الدولي.
انتهاء العزلة وبداية ثقة دولية
الخبير الاقتصادي مهند زنبركجي أكد أن قرار مجلس الأمن لم يكن مدفوعاً بالسياسة العابرة، بل يعكس ثقة المجتمع الدولي بسيادة الدولة السورية واستقرارها.
وأضاف: “هذه المبادرة الأمريكية المحسوبة تعكس إدراكاً دولياً بأهمية سوريا كشريك رئيسي لتحقيق الأمن الإقليمي والاستقرار العالمي، وتشير إلى بداية مرحلة الانخراط والتعاون البناء.
انتصار دبلوماسي وصبر استراتيجي مثمر:
وصف زنبركجي القرار بأنه انتصار واضح للدبلوماسية السورية، التي اعتمدت على صبر استراتيجي ومفاوضات متأنية وإدارة رشيدة، مشيراً إلى أن السياسة الخارجية الحالية لسوريا نجحت في تحويل التوترات السابقة إلى حوارات بنّاءة، مما أعاد دمشق كفاعل دولي محترم قادر على حماية مصالحه وفتح أبواب الشراكات الإقليمية والعالمية.
وأضاف: الإنجاز لم يأتِ صدفة، بل نتيجة رؤية واضحة للسيادة والتعاون، تركّز على بناء الثقة الدولية وفتح الفرص الاقتصادية والسياسية، مما يعكس نضوجاً دبلوماسياً ومهارة في إدارة الملف الخارجي.
اعتراف دولي بالمسؤولية والالتزام العالمي:
أوضح زنبركجي أن القرار يمثل اعترافاً دولياً بمسؤولية سوريا والتزامها بالأولويات العالمية، مشيراً إلى التزام دمشق بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، مكافحة الإرهاب والمخدرات، وتعزيز العدالة الانتقالية وحقوق الإنسان، إلى جانب الالتزام بعدم انتشار الأسلحة الكيميائية وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وقال: هذا ليس تنازلاً، بل تأكيد دولي على مسار الإصلاح في سوريا وعودتها كدولة موثوقة ومستقلة.
فرص اقتصادية غير مسبوقة لإعادة الإعمار:
على الصعيد الاقتصادي، شدد زنبركجي على أن القرار يمهد الطريق أمام إعادة الإعمار وجذب الاستثمارات المحلية والدولية، مؤكداً أن تعافي سوريا أصبح عنصراً أساسياً للأمن الإقليمي والعالمي.
وأضاف: “الشراكات الاقتصادية والاستثمارات في قطاع الطاقة والبنية التحتية لم تعد محاصرة بالقيود السابقة، والساحة السورية جاهزة لتنشيط الاقتصاد والتجارة الداخلية والخارجية.
وأشار إلى أن رفع العقوبات يعطي إشارة واضحة للمستثمرين للثقة في مختلف القطاعات الحيوية، من الصناعة والزراعة إلى السياحة والخدمات اللوجستية، مع توقعات بنمو تدريجي ومستدام في السنوات المقبلة.
مرحلة جديدة من الانخراط الدولي
واختتم زنبركجي تصريحاته بالتأكيد على أن العالم بات يرى سوريا شريكاً حقيقياً للسلام والتنمية وليس أزمة للإدارة، قائلاً: “انتهت فترة الإقصاء وبدأت مرحلة الانخراط، وسوريا اليوم موحدة، مستقلة، تفتح أبوابها لكل من يسعى للتعاون بدلاً من المواجهة، بما يعزز الاستقرار ويخدم مصالح المنطقة والعالم.
وأضاف أن هذه الخطوة ستعزز العلاقات الاقتصادية مع الدول المجاورة، وتوسع فرص التبادل التجاري والاستثماري، وتفعّل مشاريع إعادة الإعمار التي كانت متوقفة منذ سنوات بسبب القيود السياسية والعقوبات الدولية.