من “بيليم” إلى واشنطن مروراً برفع العقوبات.. سوريا تكسر طوق العزلة وتستعيد دورها الطبيعي

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – عمار الصبح: 

أكد الإعلامي المقيم في فرنسا محمد العويد، أن زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع المرتقبة إلى واشنطن، وما سبقها من المشاركة السورية في مؤتمر المناخ في البرازيل، مروراً بقرار مجلس الأمن رفع العقوبات عن الرئيس الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب، تعد محطات مفصلية في مسار التحوّل الذي تشهده سوريا على المستويين الإقليمي والدولي، لافتاً إلى أن هذه المحطات تعكس بوضوح أنّ المجتمع الدولي بدأ يتعامل مع سوريا بوصفها فاعلاً محورياً، لا كدولةٍ معزولة كما كانت في عهد النظام البائد.

رسائل مرتقبة من واشنطن

وأضاف العويد في حديثه لـ”الحرية”، أن الزيارة المرتقبة للرئيس الشرع إلى واشنطن، تحمل العديد من الرسائل القوية، أولها أن الولايات المتحدة كقوة عظمى وكلاعب أساسي في المنطقة، مهتمة بإعادة تموضعها في الساحة الإقليمية وتحديداً في سوريا بوصفها حليفاً، وهذا من شأنه أن تكون له انعكاسات على الوضع الداخلي في سوريا، فاقتصادياً يمكن أن تسهم في تعزيز الثقة بالاقتصاد السوري وبلورة شراكات اقتصادية واستثمارية مستقبلاً ستترك آثاراً إيجابية لاحقة على الواقع الاقتصادي والمعيشي في سوريا، أما سياسياً، فإن الزيارة وما سبقها من محطات، تُعزز من شرعية القيادة السورية على المستوى الدولي، ويوسّع هامشها التفاوضي في الكثير من الملفات الداخلية (قسد وملف الجنوب) وأيضاً الملفات الإقليمية.

العويد: محطات مفصلية استعادت فيها سوريا تموضعها على الساحة الدولية

وأشار إلى أن الزيارة تحمل رسالة مهمة لـ”إسرائيل”، بأن الولايات المتحدة باتت تنظر إلى سوريا كدولة حليفة لا يجوز الاعتداء عليها من أي جهة كانت، ما يضع حداً للعربدة الإسرائيلية المستمرة والتوغلات ضمن الأراضي السورية، والوصول إلى تفاهمات مستقبلية برعاية أمريكية.

وبيّن العويد أن زيارة واشنطن، تأتي في سياق دمج سوريا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب، وما يعنيه ذلك من أن سوريا ستتحول من دولة وصفت بأنها راعية للإرهاب، إلى دولة تحارب الإرهاب ضمن محور دولي إقليمي، لافتاً إلى أن هذا التحالف مطلب لكل دول المنطقة وعلى رأسها سوريا، لأنه ببساطة سينعكس استقراراً على المنطقة بالكامل وستكون له امتداداته العالمية، وسيساعد القيادة السورية على التفرغ لاستحقاقاتها الداخلية والاتجاه للتنمية.

الإجماع الدولي في مجلس الأمن

ينتقل العويد في حديثه لـ”الحرية” إلى قرار مجلس الأمن الأخير المتمثل برفع العقوبات عن الرئيس الشرع ووزير الخارجية أنس خطاب، معتبراً أن القرار يمكن وضعه في خانة المقدمات الضرورية لرفع العقوبات بالكامل عن سوريا، مضيفاً: “نحن أمام الحلقة الأخيرة في هذا الملف، وستكون الأيام، ان لم تكن الساعات القليلة القادمة مفصلية بهذا الملف ورفع العقوبات بالكامل”.

وأوضح الإعلامي أن حجم الإجماع الدولي على القرار، يعد محطة فارقة بحد ذاته، إذ يعكس حجم الترحيب الدولي بسوريا الجديدة وبقيادتها، وهذا ما سيفتح المجال مستقبلاً أمام تحالفات أكبر، مشيراً إلى أن رفع العقوبات عن الرئيس الشرع خطوة لها ما بعدها، سواءً في الاتجاه نحو رفع العقوبات كاملة عن سوريا، أو على صعيد الانفتاح الدولي نحو سوريا بما يعيد تموضعها في الساحة الدولية.

محطة “بيليم”

وقال العويد إن مشاركة الرئيس الشرع في مؤتمر المناخ في مدينة بيليم البرازيلية، تحمل إضافة إلى دلالاتها الرمزية، رسالة مهمة مفادها أن القيادة السورية لديها الحضور والمشاركة وتحظى بالقبول والترحيب، لذلك لم يعد ثمة ما يبرر استعداءها، بل يجب التحاور معها واستقطابها.

واختتم العويد حديثه بالقول: “لن يكون هناك مؤتمر أو منتدى سيعقد مستقبلاً، إقليمياً كان أم دولياً إلا ستكون سوريا حاضراً فاعلاً فيه”.

Leave a Comment
آخر الأخبار