الحرية – دينا الحمد:
تنطلق غداً الاثنين النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) في المملكة العربية السعودية، وهي إحدى أبرز المنصات العالمية للابتكار والاستثمار والتعاون الدولي، وتشارك سوريا بهذه المنصة العالمية حيث سيترأس الرئيس أحمد الشرع وفداً سورياً رفيع المستوى يضم عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين والخبراء الوطنيين للمشاركة فيه.
ومن كان يتابع مثل هذه الاجتماعات المهمة على الصعيد العالمي يدرك كم قطعت الشقيقة السعودية من الأشواط في التقدم والتطور الاقتصادي، سواء في التحضير لمثل هذه المنصات الاقتصادية أو الإشراف عليها والاستفادة من نتائجها، ومن هنا فإن مشاركة سوريا بمبادرة مستقبل الاستثمار ستجلب الخير لسوريا وشعبها على صعد كثيرة.
فمن أولى البديهيات النظرية لمثل هذه المشاركة أنها تعني دخول سوريا الرسمي إلى النهضة الاقتصادية الإقليمية، في وقت يطوي فيه السوريون صفحات الدمار والحرب ويدشنون صفحات الإعمار والتحول الرقمي والتنمية المستدامة والنمو القائم على رؤية مستقبلية يتم التحضير لها جيداً من قبل خبراء السياسة والاقتصاد والتنمية.
ومن تابع تحضيرات السوريين على مدى شهور بعد تحررهم من نظام القمع والاستبداد، وسار في شوارع عاصمتهم ومدنهم، واستمع لأحاديثهم وانطباعاتهم، ومن دقق بنقاشاتهم وحواراتهم أدرك جيداً كم هم تواقون لتدشين صفحات الإعمار والتحول الرقمي والتنمية المستدامة والنمو القائم على تلك الرؤية المستقبلية لبناء بلدهم بما يليق بهم كشعب ساهم في بناء الحضارة الإنسانية في الماضي السحيق وبنى جسور العلم بين الشعوب، وهذا طريق الحرير الذي ربط الشرق بالغرب عبر سوريا وساهم بمد أواصر العلاقات التجارية والإنسانية بين الشعوب خير شاهد.
اليوم نستطيع القول: إن ساعة السوريين لا بدّ من أن تبدأ بالدوران بدقات جديدة ونبض يخدم مصالحهم ويحقق تطلعاتهم في الإعمار والتنمية، لم لا وأبناؤهم يساهمون بمعظم دول العالم بالتنمية والبناء والتطور عبر خبراتهم العلمية وشهاداتهم ونبوغهم في شتى ميادين الطب والصناعة والتجارة والهندسة ومختلف مناحي الحياة.
واليوم يؤكد هذه الحقيقة تلك المشاركة الواسعة القادمة، التي تعني أيضاً تأكيد روح الشراكة العربية والمصير المشترك بين سوريا والسعودية، كما تعني محطة مهمة في اللقاء مع كبرى الشركات الاستثمارية والمؤسسات الاقتصادية العالمية، في إطار جهود دمشق لجذب رؤوس الأموال والمشروعات النوعية إلى الداخل السوري، بما يصبّ في مسار إعادة الإعمار وتحريك عجلة التنمية والتحول الرقمي، وبما يؤكد أن ساعة السوريين في التنمية والبناء والإعمار قد بدأت بالدوران.