الحرية – نهلة أبوتك:
يتوجه السيد الرئيس أحمد الشرع إلى مدينة بليم البرازيلية للمشاركة في المؤتمر الثلاثين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP30)، الذي يُعقد في الفترة ما بين 6 و21 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، بمشاركة قادة الدول ومنظمات الأمم المتحدة وخبراء البيئة والمناخ حول العالم.
وتأتي هذه المشاركة لتجسد عودة سوريا إلى المشهد الدولي من بوابة البيئة والتنمية المستدامة، عبر خطاب وطني يؤكد التزام الدولة بمسار العدالة المناخية، وحق الشعوب المتضررة من الحروب والكوارث في تمويل بيئي عادل يضمن التحول إلى مستقبل أخضر مستدام.
ويُنتظر أن يحمل خطاب الرئيس الشرع من بليم، قلب غابات الأمازون، رسائل رمزية تعبّر عن رؤية سوريا الجديدة التي تضع الإنسان والطبيعة في صلب التنمية، وتربط بين رمزية الأمازون والفرات كمنبعين للحياة والاستمرارية، في سياق عالمي يتجه نحو الحدّ من الاحتباس الحراري إلى ما دون 1.5 درجة مئوية.
وفي تصريح لـ”الحرية”، قال خبير البيئة وإدارة الموارد الطبيعية واستشاري منظمات الأمم المتحدة الدكتور موفق الشيخ علي: إنّ مشاركة سوريا في مؤتمر المناخ تمثل فرصة غستراتيجية لإعادة بناء قطاع البيئة على أسس علمية ومؤسساتية، من خلال إنشاء وزارة مستقلة للبيئة والتغير المناخي، وتطوير قانون البيئة رقم 12 لعام 2012 بما يتوافق مع التزامات سوريا الدولية.
وأضاف الشيخ علي: إنّ التمويل الدولي المتاح للدول الأعضاء في اتفاقية التغير المناخي، والذي يقدر بنحو 150 مليار دولار سنوياً، يمكن أن يشكل رافعة حقيقية لمشاريع الطاقة المتجددة، وإعادة تأهيل الغابات، والزراعة الذكية، والعمارة الخضراء في سوريا.
وأشار إلى أن البلاد تواجه تحديات بيئية واسعة بعد سنوات الحرب، تتطلب تقييماً بيئياً شاملاً لإعادة تأهيل المناطق المتضررة وإنشاء مدن ومناطق سكنية صديقة للبيئة تراعي الشروط الصحية والإنسانية للمواطن.
ويؤكد المراقبون أنّ حضور الرئيس الشرع في قمة بليم سيمنح الملف البيئي السوري بعداً دولياً جديداً، ويسهم في ترسيخ الدبلوماسية الخضراء السورية كإحدى ركائز السياسة الخارجية في المرحلة القادمة، بما يعزز التعاون مع دول الجنوب العالمي لتحقيق نظام مناخي أكثر عدلاً وتوازناً.
وبذلك، تدخل سوريا مرحلة جديدة من النهضة البيئية، تعيد رسم موقعها على الخريطة المناخية العالمية، وتؤسس لعلاقة متوازنة بين التنمية والحفاظ على الطبيعة، في خطوة تؤكد أن التعافي الأخضر هو الطريق إلى المستقبل.
سوريا في COP30 ترسم ملامح رؤيتها البيئية الجديدة.. دبلوماسية خضراء تعيدها إلى المشهد المناخي الدولي
Leave a Comment
Leave a Comment