بين الاحتمالات والتوقعات.. متى يزور الرئيس الشرع الصين؟

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – مها سلطان:

على نطاق محدود، يتم تداول أخبار عن زيارة محتملة للرئيس الشرع إلى الصين. بعضها يقول بأن الزيارة ستتم الشهر المقبل، وبعضها الآخر يرى أنها ستتم مع بداية العام الجديد حيث إن الأوضاع لم تنضج بعد بما يُمهد لهذه الزيارة في هذا الوقت القريب.

ربما حتى نهاية هذا العام يكون مسار العلاقات السورية – الصينية أكثر وضوحاً أو لنقل محدداً بصورة أكبر على مستوى شكل وحجم التعاون الذي يأمله كل طرف من الآخر.

– مسار التوقعات

نظرياً، زيارة الرئيس الشرع إلى الصين هي ضمن التوقعات باعتبار أن مسار العلاقات شهد تطورات كثيرة ومهمة، خصوصاً مع زيارة وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى بكين قبل أسبوع، ومباحثاته مع المسؤولين الصينين، والتي أفضت إلى إعلان الصين عبر بيان لوزارة خارجيتها استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار سوريا.

.. فيما كانت المسائل الأمنية (وأبرزها ملف المقاتلين الإيغور) حاضرة على قاعدة الوضوح والشفافية وبما لا يجعل من هذا الملف عقدة كأداء تحول دون تطوير العلاقات. هذا عدا عن أن كل ما يُقال حول ملف الإيغور يتم التعامل معه بصورة فورية وتوضيحات حاسمة، خصوصاً حيال ما نقلته مؤخراً وكالة الصحافة الفرنسية «اف ب» حول تسليم مقاتلين إيغور، وهو ما تم نفيه رسمياً، حيث إن سوريا ترى أنه بالإمكان حل أي مسألة أمنية مع الصين وفق العديد من السبل، وليس بالضرورة أن يكون التسليم من بينها. وليس بالضرورة أيضاً أن يشكل بقاء هؤلاء تهديداً لأي دولة.

هناك الكثير من السبل التي يمكن من خلالها الوصول إلى اتفاق جيد مع الصين بخصوص ملف الإيغور.

– ترتيبات مطلوبة

عملياً، قد تحتاج زيارة الرئيس الشرع إلى الصين بعض الوقت، وذلك في سبيل ترتيب الأوضاع بصورة أفضل وصولاً إلى تحقيق زيارة ناجحة. قد يكون هذا الجانب متعلقاً بسوريا بالدرجة الأولى حيث إنها تمر بمرحلة شديدة الأهمية والحساسية، داخلياً، وعلى مستوى علاقاتها الدولية. لقد شكلت زيارة الشيباني للصين «ترتيباً بارزاً» يمكن إدراجه ضمن ترتيبات زيارة محتملة للرئيس الشرع.

لنشر هنا إلى قرار تشكيل مجلس الأعمال السوري- الصيني يوم أمس والذي يمكن اعتباره أحد نتائج زيارة الشيباني للصين، بما يدفع لاعتبارها زيارة ناجحة لها ما بعدها على مستوى العلاقات الثنائية.

وكان زير الاقتصاد والصناعة الدكتور نضال الشعار أكد أن قرار تشكيل المجلس يأتي تماشياً مع التوجه الاستراتيجي لتعميق وتوسيع الشراكة الاقتصادية بين سوريا والصين، وفق تصريحات له نقلتها وكالة «سانا». وأضاف إن المجلس يأتي «في إطار عمل مؤسسي منظم وفعال، وتحفيز وتنمية التبادل التجاري، وجذب الاستثمارات الصينية المباشرة في القطاعات السورية ذات الأولوية».

– علاقات مهمة

ودائماً ما تؤكد القيادة السورية أن العلاقات مع الصين مهمة، فهي دولة عضو في مجلس الأمن الدولي، وبالتالي فإن تحقيق علاقات متوازنة معها هو أمر مطلوب، حيث إن سوريا في مرحلة تحتاج فيها لتضافر جميع الجهود الدولية في سبيل تجاوز هذه المرحلة الحساسة وشديدة التعقيد.

تجدر الإشارة هنا إلى أن سوريا باتت تربطها علاقات جيدة مع جميع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ سوريا يتحقق فيها ذلك. سوريا تحتاج إلى أن يكون جميع أعضاء «الفيتو» ومنهم الصين طبعاً، يعملون بما يحقق المنفعة والمصلحة الوطنية السورية.

لا شك أنها مهمة صعبة أن تستطيع سوريا تحقيق علاقات متوازنة مع «أعضاء الفيتو» دون أن يستدعي ذلك الدخول في خصومة مع أي منهم. بمعنى أن تعزيز العلاقات مع الصين ليس بالضرورة أن يستدعي خصومة مع الولايات المتحدة، أليست واشنطن وبكين أكبر شريكين تجاريين رغم التوترات القائمة بينهما؟.. هذا ما تسعى سوريا إليه.

– المستوى الرسمي

حتى الآن، لا يوجد تأكيد رسمي سوري حيال زيارة الرئيس الشرع إلى الصين، ولكن يمكن اعتبار أن تداول الأخبار حولها لا يأتي من فراغ، ويمكن أيضاً اعتبار أن زيارة الشيباني للصين -كان من ضمن مباحثاتها- إمكانية الزيارة.

الزيارة -في حال تمت- ستكون أكثر من مجرد حدث بروتوكولي.. ستكون إعادة تعريف للعلاقات وللمصالح، من جهة.. ومن جهة أخرى ستعيد تموضع سوريا على الخريطة الآسيوية.. ومن جهة ثالثة تنويع الشراكات الاقتصادية عبر الصين التي تتشارك الزعامة الاقتصادية العالمية مع الولايات المتحدة الأميركية. وكل هذا يصب في خدمة عملية إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي.

Leave a Comment
آخر الأخبار