«شمعة الأمل».. قصة نجاح شابة من اللاذقية في عالم صناعة الشموع

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- آلاء هشام عقدة:

في عالم يتسم بالتحديات والصعوبات، تبرز قصص النجاح كأمثلة حية للإرادة والتصميم، علا قازان، الشابة الطموحة من مدينة اللاذقية، استطاعت أن تحول شغفها بالشموع إلى مشروع ناجح وملهم، ورغم ما واجهته من صعوبات صحية ومادية، إلا أنها تغلبت على كل العوائق التي اعترضت طريقها، محققة نجاحات لافتة في مجال صناعة الشموع، في حوارها مع «الحرية»، تروي علا قصة تطورها الشخصي والمهني وكيف تمكنت من تجاوز التحديات وتحقيق أحلامها.

الرحلة من الشغف إلى الاحتراف

علا قازان درست علم الاجتماع للسنة الثالثة، توقفت عن دراستها بسبب أوضاعها المادية والصحية، التي حالت دون إتمام مسيرتها الأكاديمية، لكن رغم هذه التحديات، لم تفقد شغفها في الحياة وسعيها المستمر لتطوير ذاتها، وبدأت رحلتها المهنية منذ عامين ونصف، عندما ألهمتها فكرة تعلم صناعة الشموع، التي كانت بالنسبة لها رمزاً للأمل والدفء.
وفي حديثها عن بداياتها، قالت علا: “فكرة تعلم صناعة الشموع جاءتني في لحظة تأمل صادقة، حيث طلبت من الله أن يساعدني في ارتقاء روحي، ومن هنا بدأت أبحث عن كيفية صنع الشموع، وكنت أبحث بشكل مكثف على الإنترنت عن المواد اللازمة وطريقة التصنيع، هذه الرحلة كانت مليئة بالتعلم والتجارب، وكان لدي شغف كبير لتطوير مهاراتي في هذا المجال.

التحديات والنجاحات

مرت علا خلال رحلتها بالعديد من التجارب الناجحة والفاشلة، لكنها لم تفقد إيمانها بقدرتها على النجاح، فبفضل شغفها وعملها الجاد، تمكنت من إنشاء مشروعها الخاص الذي لاقى استحساناً كبيراً من العملاء والمشاركين في المعارض.
ولفتت إلى أن التحديات في صناعة الشموع كانت موجودة منذ البداية، سواء في نقص المواد أو ارتفاع أسعارها، لكنها تمسكت بحلمها وواصلت العمل.
ونوهت إلى أنها شاركت في عدة معارض محلية مثل معرض “راميتا”، وتطور مشروعها بشكل لافت، كما أنها أسست صفحة خاصة بمشروعها على فيسبوك، ما ساعدها في تسويق أعمالها بشكل أكبر، مضيفة إن انضمامها لفريق “حكايا سورية” كان نقطة فارقة في مسيرتها، حيث استطعنا معاً تنظيم معارض خاصة لعرض أعمالنا.

التقدير والتطور الشخصي

إحدى المحطات التي تركت أثراً عميقاً في علا كانت مشاركتها في “كرمس المحبة”، الذي نظمته الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع جمعية المعوقين في اللاذقية، في هذا المعرض قدمت علا أعمالها في جناح خاص بذوي الهمم، لتسهم في توعية المجتمع بقدراتهم وإمكاناتهم، موضحة أن هذه المشاركة جعلتني أرى نفسي بشكل مختلف، وازداد تقبلي لذاتي بفضل دعم أسرتي المتواصل، لقد علموني أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو جزء من النجاح.
ومع مرور الوقت، تحولت علا من متدربة إلى مدربة، حيث بدأت بتعليم الآخرين وتطوير مهاراتهم في صناعة الشموع، اليوم تتطلع إلى تحقيق حلمها بأن تفتتح محلاً خاصاً بها، وتسعى لتحقيق العالمية من خلال هذا المشروع الذي بدأ صغيراً.

ختاماً

قصة علا قازان هي قصة إصرار وحب للحياة، تجسد قوة الإرادة في مواجهة التحديات، علمتنا أن الشغف يمكن أن يكون هو القوة التي تحركنا نحو النجاح، وأن لا شيء مستحيلاً إذا كان لدينا العزيمة والإرادة، ومع كل خطوة تخطوها في عالم صناعة الشموع، تزداد علا إيماناً بقدرتها على تحقيق المزيد، ورؤيتها لمستقبل مشرق مليء بالفرص.

Leave a Comment
آخر الأخبار