الحرية- مايا حرفوش:
مع البداية الخجولة لموسم العوجا وبعد أن دخل “سعد السعود” و”دبت الماوية في العود” وعقد زهر اللوز كان لابدّ من أسعار فلكية لتباشير الموسم، وعندها يكتفي البعض بشراء حبات محدودة.. وفي كل يوم ينخفض سعرها عن اليوم السابق إلى أن وصلت الأسعار إلى ثلاثين ألفاً للأنواع الجيدة.
حيث يعلن باعة “العوجا” العقابية بدء موسمها، إذ بإمكانك مشاهدة العشرات من باعة العوجا ضمن الأسواق والأحياء بدمشق يتفنون بعرض بضاعتهم الثمينة لجذب انتباه المارة إما بصيحاتهم أو بطريقة ترتيبها وصفها فوق “العربيات” بطريقة هندسية متقنة، ولكن ما يجذب الانتباه أكثر هو تسجيل سعر الكيلو من العوجا مبلغاً فلكياً إذ يتراوح السعر بين ٢٥ – ٣٠ ألف ليرة، وذلك تبعاً للصنف وحجم الحبة.
وفي هذا الصدد قال المزارع أبو محمد: إن زراعة أشجار اللوز باتت نوعاً من المقامرة مع تقلبات للطقس في شهري شباط وآذار، حيث تؤدي درجات الحرارة وحدوث الصقيع إلى تلف الثمار بالكامل، وما نراه من أسعار مرتفعة للعوجا هو فقط للأشجار التي تعقد أزهارها بشكل مبكر وفي أوج الموسم تنهار الأسعار وتباع العوجا بأقل من التكلفة، وللعلم فإنّ موجة الصقيع التي ستضرب بلاد الشام يمكن أن تتسبب بتلف موسم اللوزيات بشكل كامل إلّا لمن لديه القدرة على مكافحة الصقيع في أيام الخميس والجمعة والسبت القادمة، ولابدّ أن نشير إلى أنّ أكثر من يستفيد من أسعار الموسم باعة المفرق، بينما لا يبقى للمزارع سوى الفتات.
عضو لجنة مصدري الخضر والفواكه بسوق الهال بدمشق محمد العقاد أوضح لصحيفة الحرية بأن سبب ارتفاع سعر “العوجا” بالأسواق هو لكونها في بداية موسمها “أكلة جديدة”، علماً أنّ سعر الكيلو بسوق الهال بالجملة هو ٢٠ ألف ليرة، في حين تختلف أسعار المادة لدى الباعة بالمفرق.
معتبراً أنّ السعر مقبول نوعاً ما وخاصة في ظل ارتفاع تكاليف أجور النقل، علماً أنه يتم استجرار المادة من محافظتي اللاذقية وطرطوس وتصل أجور الشاحنة نحو ٣ ملايين ليرة.
وفيما يتعلق بحركة تصدير الخضر والفواكه، لم يخفِ العقاد انخفاضها حالياً إذ يتم يومياً تصدير نحو برادين فقط من التفاح والإجاص والعوجا.