صلة الأرحام و”سكبة” الجار ولمّة العائلة.. طقوس وعادات رمضانية بطعم الألفة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – عمار الصبح:

لا تزال طقوس شهر رمضان وأجواؤه الدينية والروحانية والاجتماعية حاضرة وبقوة، فصلة الأرحام وسكبة الجار ولمّة العائلة وغيرها الكثير من العادات المتجذرة في المجتمع، تعد من أهم مميزات الشهر الفضيل التي تجعل منه شهراً مختلفاً لجهة تعزيز أواصر ‏الألفة والمحبة بين الناس.
ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الكثير من الأسر فقد حافظت هذه الطقوس والعادات على مكانتها في محافظة درعا، باعتبارها واجباً دينياً واجتماعياً لا غنى عنه ولا تكتمل فرحة الشهر إلا بأدائه.
يؤكد الحاج عبد اللطيف الزعبي أن صلة الأرحام تتصدر قائمة العادات الواجبة في الشهر الفضيل، فعلاوة على كونها شعيرة دينية واجبة وموروثاً اجتماعياً موجوداً أصلاً على مدار العام، تكتسي صلة الأرحام في شهر رمضان طابعاً ذا قدسية أكبر، إذ تتنوع أشكال صلة الأرحام بين توزيع المساعدات المادية أو وجبات للإفطار أو ولائم تخصص للأقارب، وهي عادات ظلت طقساً بطعم الألفة والمودة لا يكتمل الشهر دونها.

وتختلف أشكال صلة الرحم في الشهر الفضيل  من شخص لآخر وذلك باختلاف الحالة المادية، وحسب قول الحاج الزعبي فإن كثيرين من أصحاب الدخل المحدود، باتوا يكتفون بدعوة الأخوات للإفطار مرة واحدة في الشهر وعلى مآدب متواضعة، وذلك من باب الالتزام بهذا الطقس الذي يعد واجباً، وأيضاً من باب الحرص على عدم تركه مهما كلف الأمر حتى لو اضطر البعض للاستدانة للوفاء به.
ولفت إلى أن الأمر يبدو مختلفاً لدى فئة أخرى من الميسورين مادياً و التي ما زالت تحرص على الالتزام بهذا الواجب على الوجه الأكمل وتوزيع دائرته، عبر أشكال متعددة من البذل كالمساعدات المالية وولائم الإفطار والوجبات التي تقدم بشكل شبه يومي.

من جهته يشير أنور أبو غريب إلى طقوس رمضانية أخرى ما زالت حاضرة بين الأهالي في محافظة درعا، إذ تعد “سكبة” الجار واحدة من أهم العادات المتوارثة خلال الشهر المبارك، حيث اعتاد الجيران تبادل الأطباق الرمضانية التي يتم إعدادها وهي مهمة يتكفل بها الاطفال، وهذه من العادات المحببة ولها دلالات اجتماعية عميقة خصوصاً أن من الجيران من هم من الفقراء.
وأضاف: تبادل الأطباق الرمضانية يغني الموائد وخصوصاً لدى الأسر الفقيرة ويجعلها عامرة بأصناف الطعام المختلفة.

الباحث الاجتماعي غياث الخليل أشار إلى واحدة من العادات المتوارثة والتي لا تزال تميز الشهر الفضيل وهي لمة العائلة حول مائدة الإفطار التي يتصدرها كبير العائلة، والذي يحرص على تقريب الأطفال منه وإجلاسهم بجانبه، فضلاً عن السهرات الرمضانية التي تلي أداء صلاة التراويح وتفقد الأصدقاء وزيارة المرضى والأرحام.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه الباحث على قدسية هذه العادات وضرورة الاستمرار فيها، فإنه في الوقت نفسه يشير إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة ضيقت الخناق قليلاً على هذا العادات، ما حال دون قدرة الكثيرين على الوفاء بالتزاماتهم الاجتماعية على الوجه الأكمل، وإنما اقتصارها على الحدود الدنيا، وبما تسمح به ظروفهم الاقتصادية في ظل ما باتت تتطلبه هذه العادات من التزامات مادية مرهقة للبعض.

Leave a Comment
آخر الأخبار