الحرية – وليد الزعبي:
تزايدت أعداد السيارات الهجينة التي تعمل بالكهرباء والوقود (هايبرد) وتلك التي تعمل بالكهرباء فقط، وإن كانت الأخيرة أقل نسبياً من الأولى، وذلك بعد فك قيد استيراد السيارات بمختلف أنواعها في عهد الإدارة الجديدة لسوريا، ولا ضير في ذلك لو كانت هناك شركات متخصصة بصيانتها، لكن المشكلة التي باتت تؤرق مالكيها، تتمثل بعدم وجود أي من تلك الشركات، وحتى غياب اليد المهنية الخبيرة بها ضمن المناطق الصناعية، ما أربكهم كثيراً وحتى دفع أغلبهم للندم على اقتنائها بوقت مبكر قبل أن تؤمن احتياجاتها من قطع غيار وشركات صيانة.
– لا خبرة بها
أحد المالكين، لفت إلى شرائه سيارة هجينة مستعملة بموجب عرض من أحد معارض السيارات، وكان فرحاً للغاية، حيث إن اقتناء مثل هذه السيارة وبمواصفاتها المتطورة كان بمنزلة الحلم في السنوات السابقة، وهي حسبما ذكر لـ”الحرية” حتى سرعة ٦٠كم تعمل بالكهرباء (على البطارية) التي تشغل كامل أرضية الصندوق الخلفي، وبعد تجاوز هذه السرعة تبدأ بالعمل على الوقود من أحد مادتي البنزين أو المازوت.
الاجتهاد بالإصلاح بلا دراية عبث قد ينجم عنه أعطال إضافية
وأضاف: لكن المشكلة التي واجهته بعد فترة قصيرة ظهور عطل في السيارة، وعلى إثره بدأ يسأل كيف يمكن إيجاد مهني يعرف بها، لكنه لم يصل إلى ضالّته، وهناك من أرشده إلى بعض مهنيي كهرباء وميكانيك السيارات العائدين بعد التحرير من دول الخليج، لكنهم أبدوا عدم درايتهم بها أيضاً، لكن أحدهم تجرأ واجتهد وكشف على السيارة، وتبين أن عطلها بسيط مرتبط بالبطارية العادية للسيارة.

– دول الجوار خيار صعب
فيما أشار آخر إلى أن سيارته المماثلة تعطل عملها تماماً بالكهرباء وانحسر بالوقود، وتوجه لأكثر من ميكانيكي وكهربائي سيارات، لكنهم لم يعرفوا كيف يصلحون العطل، ومن بينهم من نصحه أن لا يدع أحداً يجتهد ويتدخل بإصلاحها لأنه قد يزيد من المشكلة، وإذا كان لديه جواز سفر فليتوجه إلى الأردن لإجراء الإصلاح والصيانة المطلوبة.
– تجنب مغبة الاجتهاد
وخلال جولة لـ”الحرية” في المنطقة الصناعية بمدينة درعا، تمت محاولة الاستقصاء من بعض مهنيي ميكانيك وكهرباء السيارات عن إمكانية إجراء صيانات دورية أو تنفيذ أعمال إصلاح للسيارات المذكورة آنفاً، وتبين أن معظمهم يتجنبون مغبة القيام بذلك، لأنهم غير موقنين من قدرتهم على إنجاز المطلوب، حيث لا تتوفر لديهم خبرات مسبقة بها، لكونها لم تكن موجودة في البلاد بهذه الكثرة أصلاً، ومنهم من أمل بتنظيم دورات تدريبية من قبل اتحاد الحرفيين أو أي جهة أخرى مهتمة، لإكسابهم الخبرات اللازمة بهذا المجال.
– مطلوب شركات صيانة
ومن جهته نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة درعا أحمد المحاميد، أكد ضرورة فتح شركات متخصصة بصيانة وإصلاح السيارات الكهربائية والهجينة في أقرب وقت ممكن، لأنها أصبحت ضرورة ملحة بعد دخول مثل هذه السيارات إلى البلاد، والتوقعات بازدياد أعدادها بالمسقبل.
خيار الذهاب لدول الجوار مكلف وغير متاح للجميع
– بحاجة فنيين مؤهلين
كما لفت نائب رئيس الغرفة إلى أهمية إدخال ما يتعلق بآلية عمل محركات هذه السيارات وكيفية صيانتها وإصلاحها ضمن مناهج هندسة الميكانيك والكهرباء، وكذلك ضمن مناهج ثانويات ومعاهد التعليم المهني النظرية والعملية، وذلك لتخريج فنيين متخصصين يمكنهم سد حاجة السوق لتنفيذ أعمال صيانة وإصلاح السيارات الهجينة والكهربائية بكفاءة.
المحاميد: ينبغي افتتاح شركات صيانة متخصصة.. وإدراج هذه الآليات بمناهج التعليم المهني
– تأمين القطع
وناشد المحاميد التجار لضرورة استيراد قطع الغيار اللازمة والموثوق بها (الأصلية) من دول المنشأ، لمثل هذه السيارات ولغيرها من السيارات الحديثة التي دخلت البلاد مؤخراً، وذلك لرفع العبء عن مالكي تلك السيارات من جراء اضطرارهم أحياناً إلى التوصية لشراء القطع من دول الجوار وبكلف مضاعفة، حيث تضاف لسعر القطعة أجور من قام بشرائها ونقلها.