ضوء الغربال

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- مرشد ملوك:

في “الترند” و التداول العام يبرز القول إنّ سوريا ستطوي صفحة العقوبات الأمريكية.. وهذه وزارة الخزانة الأمريكية قد بدأت الإجراءات التنفيذية لذلك، وتالياً ستبدأ دول العالم قاطبة بإعادة حساباتها فيما يخص العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع سوريا وفي المقدمة الاتحاد الأوروبي الخجول المنتظر لقرار الرفع الأمريكي .
وفي التداول العام المحلي و من لحظة التحرير إلى اليوم طفت على السطح عبارات مثل “السوق المفتوح”، و “الاقتصاد الحر “، “اقتصاد السوق”، وإلى اليوم يتوقف عندها البعض أو تمُّر مرور الكرام في محتوى الرسائل الإعلامية .
وفي التداول العام أيضاً.. الطرح الذي قدمه مستشار وزير الاقتصاد والصناعة مازن ديروان حول مستقبل القطاع العام الصناعي في سوريا وردود الأفعال المتباينة بين مؤيدٍ ومعارض، التي أثارها طرحُ المستشار ديروان .
من حالة التقارب أو التباعد في الأهمية للمحطات والتحولات السابقة على المستوى المحلي و الدولي، يجب علينا أن نقتنع جميعاً، وحتى إذا لم نقتنع، بأن سوريا التأميم وإيديولوجيات الخمسينيات والستينيات التي لم نزل إلى اليوم نعيش تفاصيلها قد تجاوزها العالم وتجاوزها الزمن إلى غير رجعة.
نعم لدينا قطاع عام كبير، وكبير جداً في الصناعة وفي المقاولات وفي المصارف والتأمين وفي الاتصالات وفي كل شيء لكن السؤال البسيط: هل تقبل الأجيال السورية اليوم منطق قطاع عام، والعمل الوظيفي التقليدي في القطاع العام الذي وصلنا نحن وإياه إلى حافة الإفلاس والفقر، وبطبيعة الحال فإنّ كلمة قطاع عام وملكية عامة في الصناعة تختلف عنها في المصارف أو حتى في القطاع الصحي ، وهذه أولويات وطنية ستحددها الأيام المقبلة.

سيناريوهات الإصلاح والتحول كثيرة، وقد سبقنا في ذلك الكثير من دول العالم وخاصة تجارب الدول بعد الحرب العالمية الثانية في ألمانيا وبريطانيا، في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية قدمت الدولة قطاعها العام من دون مقابل لقاء الحفاظ على العمالة بالكامل داخل كلّ معمل ومنشأة ، وهنا لا أدّعي تبني أيّ وجهة نظر، فالدولة وخبراتها كفيلة بتحديد السيناريو الذي تريد، لذلك كفانا مضيعة للوقت والتشويش حتى في الطروحات الإعلامية ، ومن قراءة التطورات السابقة نقول “من لا يرى من الغربال أعمى”
أيها السادة .. يمرُّ العالم اليوم في مرحلة مخاض كبيرة، وما التقارب الأمريكي – الروسي، والتفاهم بشأن الكثير من الملفات حول العالم إلّا مخاضٌ كبير لتحديات وفرص جديدة، ستهيئ لتشكيل تحالفات مبنية على حقوق الجميع ولمصالح الجميع، وهي تبدو كحالة مبنية على التوازن السياسي والاقتصادي على المستوى الدولي، لكنها حقيقة تؤسس لمشهد تحالفات ومصالح جديدة، هنا كان التقاط اللحظة والفرصة التاريخية لانتصار الثورة السورية التي تؤسس لكل التطورات السابقة من منطوق الظرف المحلي والدولي.

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار