“طوق الياسمين” الخيرية.. رؤية شاملة ترتكز على الاستدامة والتمكين لدعم العائلات المحتاجة

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – لوريس عمران:

تتصدّر مؤسسة “طوق الياسمين” الخيرية، المشهد الإنساني في محافظة اللاذقية، كواحدة من المبادرات الأهلية التي تشق طريقها بصمت، وتترك أثراً عميقاً في حياة كل من تمد له يد العون لمواجهة تكاليف الحياة الصعبة.
منذ تأسيسها في 3 كانون الثاني 2023، وضعت المؤسسة على عاتقها مسؤولية التخفيف من أعباء الناس المحتاجين وتقديم المساعدة بكافة أنواعها، عبر خدمات تعليمية وصحية وتنموية، واستناداً إلى رؤية شاملة تركز على الاستدامة والتمكين لا مجرد العطاء المؤقت.

فئات مستهدفة بدقة وإنسانية

رئيس مجلس الأمناء ياسمين كلاوي أكدت في حديث خاص لصحيفتنا ” الحرية ” أن نشاط المؤسسة يتركز على رعاية الأيتام، دعم الأرامل، ومساندة طلاب العلم، وهي فئات تعاني غالباً من هشاشة اقتصادية واجتماعية تجعل من تدخل “طوق الياسمين” فارقاً مصيرياً في حياتهم حيث يتم اختيار المستفيدين بناءً على زيارات ميدانية دقيقة، واطلاع مباشر على وثائقهم و ثبوتياتهم، بما يضمن توجيه الدعم لمستحقيه الحقيقيين.
وبينت كلاوي أنّ المؤسسة تقدم برامج تعليمية متنوعة، تشمل تسديد أقساط للطلاب الجامعيين الأيتام ممن يثبتون حاجتهم و تفوقهم الدراسي، بالإضافة إلى دورات تعليمية وترفيهية للأطفال والشباب من الفئات المستهدفة، مشيرة إلى أن المؤسسة تخطط حالياً لافتتاح معهد تعليمي متخصص يستوعب طلاب العلم في مختلف المراحل الدراسية، ما يشكل نقلة نوعية في عملها التربوي.
وأشارت كلاوي إلى أن “طوق الياسمين” تلتزم بتأمين الأدوية الشهرية للمرضى المحتاجين، بالإضافة لتوفير الدعم النفسي والمعنوي للمستفيدين، ولاسيما من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تنفّذ المؤسسة عمليات جراحية عبر التنسيق مع أطباء متطوعين و شراكات مع مشافٍ عامة وخاصة، وغالباً ما تكون هذه الخدمات مجانية أو مموّلة من التبرعات الأهلية.
وبحسب كلاوي، تولي المؤسسة جانب التوعية أهمية خاصة، من خلال تنظيم ندوات صحية وتعليمية موجهة لطلبة العلم والمجتمع المحلي، تسهم المؤسسة في رفع مستوى الوعي بقضايا حيوية حيث تدعم ثقافة العناية الذاتية والتعليم المستدام.
وأوضحت كلاوي أنه رغم الجهود الحثيثة، تبقى الموارد المالية محدودة، حيث تعتمد المؤسسة على التبرعات الفردية كرافد رئيس، من دون مقر دائم أو شراكات مؤسسية ثابتة. لافتة إلى أن الإيمان العميق بالرسالة يجعل متطوعي المؤسسة، يتدخلون شخصياً في تغطية الحالات المستعجلة من مواردهم الخاصة، في مشهد إنساني نادر قلّ أن تراه في هذا العصر.

قصص نجاح

وتتابع كلاوي حديثها قائلة: خلال عام ونصف العام من العمل، استطاعت المؤسسة أن تخفف الضغط عن مئات الأسر، و تسند الضعفاء في أوقات العجز، وتطلق حملات تعليمية سنوية أحدثت تحولًا حقيقياً في حياة المستفيدين. و أثرها الإيجابي في المجتمع لا يحتاج إلى شرح، بل يُقرأ في عيون من عادوا إلى مقاعد الدراسة، فهناك من شُفي من مرضه، ومن وجد في المؤسسة حضنًا آمنًا لا يسأل عن المقابل.
ووجهت كلاوي من خلال صحيفتنا نداء صادقاً لكل من يملك القدرة على العطاء أو التبرع أو التطوع حيث قالت: شاركونا الخير، لنمد جسور المساعدة لكل شخص محتاج في أي مكان، حيث تتيح المؤسسة المجال أمام الأفراد والمؤسسات لدعم الحالات الإنسانية، سواء عبر المساهمة المالية أو تبنّي حالات ضمن نطاق عملها.
تمضي مؤسسة “طوق الياسمين” في رسالتها الإنسانية، مستندة إلى قيم أصيلة وعمل دؤوب يثبت أن الخير لا يحتاج إلى ضجيج كي يصنع التغيير، بل إلى نية صافية ويد ممدودة بإخلاص.

Leave a Comment
آخر الأخبار