٢.٤ مليون طالب خارج التعليم.. أرقام خطيرة عن ظاهرة التسرب المدرسي

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- باديا الونوس:

لا شك في أن الظروف السائدة لسنوات طويلة الأمد تقف في أولى أسباب تسرب أجيال تقدر بـ٢.٤ مليون طالب وطالبة خارج المدارس وفق مسح لمنظمة اليونسيف، ويعزى إلى أسباب اجتماعية واقتصادية قاسية دفعت بالأبناء إلى العمل في مختلف المهن لمساعدة ذويهم في هذه الظروف الصعبة بدلا من الدراسة.
ولتسليط الضوء على ظاهرة التسرب المدرسي وما لها من تبعات خطيرة على مستقبل هؤلاء الطلاب وعلى المجتمع وعلى البلاد ككل، وماذا عن الإجراءات المتخذة من قبل وزارة التربية للتخفيف أو الحدّ من هذه الظاهرة ، تتناول صحيفتنا الحرية محاور هذا الموضوع؛ ماله وما عليه.

معاناة يومية

من خلال ما نشاهد هناك العديد من القصص منها حسام صاحب السنوات العشر يعمل في محل حدادة، يقول: أشعر بحزن مع بداية العام الدراسي لعدم قدرتي على الذهاب إلى مدرستي البعيدة التي تقع في محافظة حماة، بسبب ظروفهم الصعبة، حسام الذي نزح مع أهله منذ سنوات للسكن في دمشق وفي منزل بسيط تتجاوز أجرته مقدرتهم، إذ يعمل الجميع على جبهات عمل متعددة لتأمين أبسط مقومات الحياة.. يمثل حسام الآلاف من الطلاب الذين أجبرتهم الظروف إلى ترك مدارسهم لسبب أو آخر والاتجاه لعمل ما.

قدور : أكثر من ٢.٤ مليون طالب خارج مدارسهم وإجراءات للحد من هذه الظاهرة

عدة أسباب للتسرب

يؤكد مدير التعليم في وزارة التربية محمد سائد قدور أن أعداد الطلاب المتسربين تقدر بمليونين وأربعمئة ألف طالب وطالبة وفق مسح أجرته “اليويسيف”.

إجراءات للحد من التسرب المدرسي

يؤكد قدور اتخاذ العديد من الإجراءات للحد من ظاهرة التسرب المدرسي منها :
• يتم العمل على أتمتة أسماء الطلاب ومنحهم كوداً خاصاً يبين تنقلاتهم.
• إجراء ربط إلكتروني مع السجل المدني يبين عدد الطلاب الذين لم يلتحقوا بالتعليم.
• فتح برامج التعليم المسرع.
• دعم العائدين من التسرب.
• العمل على إيجاد مسارات جديدة للتعليم وتحفيز الطلاب على المتابعة .

نتيجة ظروف قاهرة

يؤكد الباحث الاجتماعي الدكتور حسام سليمان الشحاذة، وجود أسباب عدة للتسرب، منها الظروف العامة السائدة ناهيك بالتهجير للأسر من منطقة إلى أخرى إضافة، إلى الظروف المعيشية الخانقة التي يحياها معظم السوريين، الأمر الذي يدفع بالبعض إلى زج أبنائهم في مهن لا تتناسب مع أعمارهم وهذا وحده سبب للتهرب من المدارس.

فاقد للموارد البشرية والمالية

لا ريب في أن ظاهرة التسرب المدرسي تنطوي على تبعات خطيرة لخصها الشحاذة بالقول: إنها تتسبب بفقدانٍ لا يستهان به للموارد المالية والبشرية، فالتسرب يعني انتشار الأمية والجهل الذي يسهّل الوقوع في مستنقع الفساد والجريمة والمخدرات، خاصة في الدول التي تعاني في الأساس من عدم الاستقرار.

اقتراحات

أمام هذا المشهد، تبدو مسؤوليات وزارة التربية كبيرة في استعادة المتسرّبين وإعادة تأهيلهم، واقترح د. الشحاذة عدداً من الإجراءات للحد من هذه الظاهرة، مشيراً إلى أنه يجب العمل بالتوازي على محورين: الأول هو سن قوانين واضحة وعقوبات شديدة بما يخص عمالة الأطفال أو منع أي طفل من إكمال تعليمه، والثاني هو إيجاد حلول للمشكلات التي تؤدي للتسرب من التعليم، وذلك عن طريق ما يلي:

• العمل على تحسين الوضع الاقتصادي العام وتوفير الدعم للأسر الفقيرة.
• توفير بيئة تعليمية صحية وممتعة عن طريق تطوير المناهج المدرسية ورفع كفاءة المعلمين تربويًا وعلميًا.
• توفير الأدوات الضرورية للتعليم مجاناً ضمن المدارس من أجل جعل التعليم متاحاً للجميع.
• نشر مراكز لمحو الأمية للمتسربين وتوفير تعليم مهني يتناسب مع قدراتهم.
• تنظيم حملات توعوية مجتمعية بما يخص أهمية التعليم ومخاطر التسرب من المدارس وعمالة الأطفال وزواج القاصرات.

د. نجاتي : التفكير بطريقة غير تقليدية واعتماد العرض الرقمي الجاذب في نشر الوعي

أسباب عديدة والنتائج كارثية

لمعرفة وجهة النظر النفسية لظاهرة التسرب ترى الدكتورة في جامعة الشام الخاصة غنى نجاتي، أن موضوع التسرب المدرسي تعاني منه المدارس في كل أنحاء العالم لأسباب متعددة فهي ظاهرة عامة لكن تختلف نسبها من منطقة إلى أخرى، وله أسباب نفسية عديدة منها التنمر أو القلق أو الخوف من الدراسة أو أسباب منها التقليد الأعمى للبعض، وكذلك بسبب وسائل التواصل والسوشيل ميديا، مثل نشر الطلاب لنوع من التحديات على الهروب من المدرسة ويتم تعزيز السلوك السلبي وتصويره أنه بطولة، وكذلك عدم الوعي لقيمة العلم والأهم عدم دراية الطلاب بخطورة هذا العمل من الهروب وتالياً الانقطاع عن المدرسة، مشيرة إلى أن التسرب له تبعات خطيرة تنتهي إلى مستنقع الفساد والجريمة التي تبدأ بالسرقة وغيرها.

تفعيل دور المرشدين

تؤكد د. نجاتي للحد من هذه الظاهرة على أهمية تفعيل دور المرشدين النفسيين والاجتماعيين، وكذلك التغيير من طريقة طرح المناهج بطريقة جاذبة، بموازاة عرض محاضرات توعية عن خطورة التسرب عبر طرح عروض صغيرة وورش رقمية عن التوعية بخطورة التسرب المدرسي.
وتدعو إلى التفكير بعيداً عن الطريقة التقليدية المألوفة على سبيل المثال ممكن عرض مسرحي جاذب يتضمن مخاطر هذه الظاهرة.

Leave a Comment
آخر الأخبار