الحرية – محمد الطراد:
في قلب الخدمات الماليّة لمدينة البوكمال، يعمل موظفو قسم الماليّة في ظروف استثنائية تتناقض مع أهمية المهام التي يؤدونها، غرفتان فقط، يتألف منهما مقر العمل، مع غياب أبسط مقومات العمل المكتبي ، واقعٌ يكشف عن معاناة يوميّة ، سواء بالنسبة للموظفين أو المراجعين.
شكاوى بالجملة
يتساءل موظفو قسم المالية في مدينة البوكمال في حديثهم لـ” الحرّية ” ما إذا كان عمل القسم هو حالة مؤقتة أو عابرة، ليبقى وضعه على ماهو عليه من إهمال، رغم أهمية وجوده بالنسبة لحاجات وشؤون أهالي المدينة وريفها، وأضافوا: “نستقبل المراجعين وقوفاً، بل لا نجد مكاناً لعملنا الذي نؤديه، وهذا مايُلاحظه الداخل إليه من افتقاده لمقومات العمل، حيث النقص بالعاملين ونقص أجهزة الكومبيوتر( اثنان فقط يعملان )، كراسي وطاولات لا تُغطي حاجات العمل، والمشكلة الأكبر هي في أن مقر العمل عبارة عن غرفتين لا أكثر، لذا ترى هذا الازدحام من المراجعين، نحن نعمل بإمكانيات أقل من الحد الأدنى، والعمل في مثل هذه الظروف يحول المهام البسيطة إلى تحديات يومية، نحن نحتاج على الأقل إلى مساحة تسمح لنا بأداء عملنا بكرامة وبطريقة تحفظ خصوصية المعاملات الماليّة ”
المراجعون بدورهم اشتكوا تأخر إنجاز معاملاتهم، وعدم توافر مقاعد أو أماكن للجلوس، ما يتسبب لهم بإرهاق وتعب كبيرين، لاسيما بالنسبة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، مع كثرة انقطاعات الكهرباء وضعف شبكة الإنترنت، وما يخلقانه من تأخير يكاد يكون يومياً..

أصحاب الأمر يؤكدون..
المدير المكلف برئاسة قسم مالية البوكمال تركي العبدالله أكد بدوره مايعيشه العاملون والمراجعون من مشاكل، بدءاً بمقر العمل الضيق، والذي لايكاد يتسع لأداء مهمة واحدة من مهام العمل، مبيناً في تصريح لـ” الحرّية ” أن القسم يقوم بمهام دوائر عدة، ومنها الإيرادات، الدخل، الخزينة، أيضاً دائرة الشؤون الإدارية ودائرة المتابعه والديوان : ” كل هذه الدوائر تعمل ضمن غرفتين فقط، ناهيك عن نقص الموظفين وأجهزه الحاسوب والانقطاعات بالتيار الكهربائي بشكل مستمر، وضعف شبكة الإنترنت، وهذا يؤثر على تسديد ضريبة البيوع العقارية كمثال، حيث يضطر المواطنون للتوجه إلى مركز المحافظة لسدادها نتيجة لما ذكرناه آنفاً بشأن الكهرباء والإنترنت ”
وأضاف: ” للأسف موظفونا يؤدون مهامهم الإدارية والماليّة الحساسة بدون طاولات عمل مناسبة، بعضهم يستخدم كراسي فقط أو أسطحاً مؤقتة لوضع أجهزة الحاسوب والمستندات، ناهيك عن الاكتظاظ بالمراجعين، ما يُهدد سرية المعلومات المالية الحساسة التي يتعاملون معها يومياً حيث يمكن لأي شخص في الغرفة سماع محادثات تتعلق بمعاملات مالية خاصة”
…. ولكن !
يلفت العبدالله إلى أن المعاناة اليومية، سواء بالنسبة لموظفي القسم أو مراجعيه ستستمر، إن لم يتم العمل على إعادة تأهيل وتجهيز المقر، وهذا ما خاطبنا به الجهات المعنيّة، علماً أنه لا إمكانية مالية لهذا الأمر إلى الآن، موضحاً أن العامل يحتاج بيئة عمل متكاملة ليؤدي عمله، تحسباً من أخطاء محتملة في المعاملات نتيجة الضغط والازدحام، وما يجر ذلك من استياء المراجعين وتأخر خدماتهم، كذلك احتمال فقدان أو اختلاط المستندات الهامة.