زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة.. نقطة انطلاق عملية لإشراك السوريين في الخارج بمشاريع تنموية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – هناء غانم:

أكد الخبير الاقتصادي حيان البرازي أن زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى الأمم المتحدة تشكل فرصة اقتصادية لسوريا الجديدة بعد ستة عقود من الغياب، مؤكداً في حديثه لصحيفتنا “الحرية” أن الزيارة ليست حدثاً محورياً، فقط برسائلها السياسية، بل من خلال فتحها الباب أمام رسائل اقتصادية وتنموية تمس حياة السوريين اليومية، حيث أظهر الاستقبال الكبير للجالية السورية في الولايات المتحدة أن هذه الجالية ما زالت مرتبطة بالوطن ومستعدة لتكون شريكاً أساسياً في إعادة الإعمار إذا توافرت البيئة المناسبة.
وأفاد البرازي بأن الليرة السورية فقدت قيمتها، والتضخم أصبح جزءاً من الحياة اليومية، فيما البنية التحتية بحاجة لإعادة إعمار شامل، فالقطاعات الإنتاجية تعمل بقدرات محدودة، والهجرة المتزايدة للشباب تفرغ البلاد من عقولها، كل ذلك يجعل من استثمارات المغتربين ضرورة لا خياراً إضافياً.

البرازي: سوريا بحاجة إلى أبنائها في الخارج أكثر من أي وقت مضى.. وفرصة اقتصادية لسوريا الجديدة بعد ستة عقود من الغياب

وعن الرسائل الاقتصادية للزيارة قال البرازي: إن زيارة الرئيس الشرع إلى الأمم المتحدة تؤكد استعداد سوريا للانفتاح على برامج استثمارية وتنموية جديدة، ورسالتها الأوضح هي “سوريا بحاجة إلى أبنائها في الخارج أكثر من أي وقت مضى”، لذلك يجب العمل على استثمار طاقات الجالية السورية في الخارج من خلال: إنشاء صندوق وطني للمغتربين، وتأسيس شركات مساهمة، وتسهيل قنوات التحويل، والأهم استقطاب الكفاءات، وتأسيس مراكز ابتكار، وإطلاق مبادرات تعليمية رقمية.
وأكد البرازي ضرورة دعم المشاريع الصغيرة، والاستثمار بالطاقة المتجددة، والمشاركة في إعادة إعمار التراث، لافتاً إلى أن بناء الثقة شرط أساسي كون رأس المال لن يعود دون وجود بيئة آمنة، وهذا بالتأكيد يتطلب قوانين مرنة، وإعفاءات ضريبية، ومحاربة الفساد الإداري وغيرها .
الخبير الاقتصادي أشار إلى وجود العديد من التحديات التي يجب تذليلها ويتجلى أبرزها بالتضخم وانهيار الليرة، مشيراً إلى أن الحل يكمن بإصلاح نقدي واستقرار مالي، والأمر الآخر هو البيروقراطية والفساد والحل بتبسيط القوانين ورقمنة المعاملات.
وبخصوص ضعف البنية التحتية أوضح البرازي أن الحل يكون بإطلاق مشاريع عاجلة بالشراكة مع القطاع الخاص والجالية السورية.
وخلص إلى القول بأن زيارة الرئيس الشرع يجب أن تتحول إلى نقطة انطلاق عملية لإشراك السوريين بالخارج في مشاريع تنموية تعزز إعادة الإعمار، فالجالية السورية لا تملك المال فقط، بل تمتلك الخبرة والعلاقات والقدرة على فتح أبواب المستقبل لسوريا أقوى وأكثر انفتاحاً.

Leave a Comment
آخر الأخبار