“فعلي دورك”.. حملة للقضاء على العنف ضد المرأة في مصياف عبر تمكينها اجتماعياً واقتصادياً

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية ـ رحاب الإبراهيم:
أطلق “تجمع سيدات مصياف” حملة (فعّلي دورك) في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، حيث تستمر الحملة لمدة ١٦ يوماً من ٢٥ تشرين الثاني حتى العاشر من كانون الأول، وتتضمن العديد من الأنشطة والفعاليات الهادفة إلى تعريف النساء في مصياف بحقوقهن وواجباتهن، بغية مناهضة العنف الاجتماعي بمختلف أشكاله.
“الحرية” تواصلت مع رئيسة تجمع سيدات مصياف مها أسبر للحديث عن هذه الحملة وأهدافها والفعاليات المنظمة، لتؤكد أن الغاية من إطلاق حملة “فعّلي دورك” تفعيل دور المرأة في المجتمع اجتماعياً واقتصادياً وتمكينها ودفعها إلى اتخاذ دور فاعل وعدم بقائها على الهامش، وتلقي الأوامر فقط، فالمطلوب إثبات بصمة إيجابية ومكانة اجتماعية ضمن محيطها والمجتمع ككل، والمساهمة في معرفة حقوقها وواجباتها بحيث تقدر عند التعرف عليها المطالبة بحقوقها ومنع العنف الاجتماعي بمختلف صوره ضدها.

رحلة وعي

وبينت أسبر أن الفعاليات المنظمة، التي انطلقت بورشة حملت اسم “رحلة وعي” التي تضمنت جوانب ومحاور حول الأثر النفسي للعنف وكيفية إيقافه ضد المرأة والجذور النفسية والاجتماعية والحلول المطلوبة للحد منه في المجتمع، وذلك بمشاركة فاعلة من سيدات مصياف.
وأشارت أسبر إلى فعاليات الحملة مستمرة على مدار عشرة أيام تتضمن فطوراً في حي شعبي في الهواء الطلق، بمشاركة سيدات من هذه الأحياء وفعاليات من مدينة مصياف، لتسليط الضوء على المشاكل والهموم التي تتعرض لها السيدات في الأحياء الشعبية، ومد جسور الثقة بطريقة عفوية تقرب السيدات من بعضهن ويدفعهن إلى التكلم بأريحية، كما تتضمن الفعاليات فيلم بعنوان “فلسطين الصغرى وحصار مخيم اليرموك”، فالحصار يبرز دور المرأة وكيفية مواجهتها الظروف الصعبة التي واجهتها خلال أيام الحصار، إضافة إلى تنظيم مسير بعنوان “خطوة أمان..معاً نسير” بالتعاون مع فعاليات عديدة في مصياف، كما سُينظم حفل موسيقي يسلط الضوء على قضية العنف ضد المرأة، وعرض فيلم وثائقي يعرض حياة عدد من المناضلات في كل المحافظات خلال سنوات الثورة، علماً أن تجمع سيدات مصياف سيشارك ضمن حملة “فعّلي دورك” في احتفالية المركزية بذكرى يوم التحرير، حيث سترفع خلال الاحتفالية شعارات خاصة بالتجمع.

حملة تشجير

ولفتت أسبر إلى أنه سيتم ضمن فعاليات حملة “فعّلي دورك” تشجير عدد من الأشجار في مصياف ستحمل كل شجرة اسم سيدة من السيدات المشاركات في الحملة، إضافة إلى توزيع ربطات خبز تحوي في كل منها منشورات توعوية ضد العنف على النساء وكيفية مواجهة هذا العنف المؤذي على كافة المستويات.
وسيكون اختتام فعاليات الحملة في حفل نسائي يركز في مضمونه على تسليط الضوء على خطورة العنف ضد المرأة أسرياً ومجتمعياً، حسب رئيسة تجمع سيدات مصياف فالعنف لا يقتصر فقط على العنف الجسدي والجنسي، وإنما اللفظي وأيضاً تحمّل المرأة مسؤوليات كبيرة تجاه عائلتها بحيث تنسى نفسها ووجودها، لذا من الضروري تعريفها بحقوقها وواجباتها بحيث تقدر على المطالبة بطريقة تضمن إنصافها وتمكينها اجتماعياً واقتصادياً.

في الهواء الطلق

وأكدت أسبر أن التجمع كان ينوي إقامة جميع الفعاليات في الهواء الطلق، بغية اطلاع أكبر عدد ممكن من الناس على أهداف الحملة من خلال التواصل والتماس المباشر معهم، لكن تنظيم فعاليات الحملة خلال فصل الشتاء أعاق تحقيق هذا الهدف، لكن بالرغم من ذلك حققت الحملة غايتها، رغم بعض الانتقادات من هنا وهناك مع إنها بالمقابل حظيت بدعم من المجتمع الأهلي، لكنّ الرافضين للحملة يدّعون أنه لا يوجد عنف في منطقة مصياف، وهذا الكلام غير صحيح، فالواقع يؤكد وجود العنف ضد المرأة بمختلف أشكاله.
وشددت أسبر على أن الحملة لا تقتصر على الـ١٦ عشر يوماً، حيث ستستمر كل يوم حسب شعار الحملة، بغية الإضاءة المستمرة على ظاهرة العنف ضد المرأة، وصولاً إلى تحقيق الغاية المطلوبة في الحد من هذا الفعل المؤذي ومنع تداعياته السلبية على النساء والمجتمع، وخاصة مع توعية المرأة بحقوقها وواجباتها، على نحو يتم الاحتفال بالقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة على كافة المستويات بصورة نهائية.

Leave a Comment
آخر الأخبار