وديع فايز الشماس:
لا يكاد يمرّ يوم على سكان الريف الدمشقي من دون أن تواجههم مشكلات يومية تمسّ سلامتهم وراحتهم، في ظل تفاقم بعض الظواهر السلبية التي باتت تؤرق المواطن وتثقل كاهله.
ولعل أبرز هذه المشكلات، الانتشار غير المنضبط للدراجات النارية، والتي يسير بعضها عكس اتجاه السير، في استهتار واضح بقوانين المرور، بل يتمادى بعض سائقيها في أداء حركات بهلوانية خطرة وسط الطرقات العامة، معرضين حياة المارة والسائقين للخطر. ويضاف إلى ذلك استخدام أضواء ليزرية أو مؤثرات بصرية مزعجة، تجعل من وجود هذه الدراجات مصدر قلق دائم، خصوصاً في الفترات المسائية.
أما الدراجات الكهربائية، والتي تكاد تخلو من أي صوت، فقد تحوّلت في بعض الأحيان إلى وسيلة تُستخدم في أعمال السرقة، نظراً لصعوبة رصدها أو سماعها، ما يستوجب إعادة النظر في تنظيم استخدامها، وفرض ضوابط صارمة تحكم اقتناءها وتشغيلها.
ولعلّ الحل الأنسب يبدأ بتشديد العقوبات على المخالفين، وتحديد ساعات محددة لسير الدراجات في المدن والبلدات، مع منعها ليلاً بشكل تام. وفي حال توفرت المساحات المناسبة، يمكن تخصيص مسارات محددة لها ضمن الشوارع العريضة، بما يضمن السلامة العامة ويحفظ النظام.
ومن جانب آخر، لا يمكن تجاهل الانتشار الكبير والعشوائي للبسطات في الشوارع والأرصفة، والتي تعيق حركة المرور، وتحوّل الأرصفة من مساحات مخصصة للمشاة إلى أماكن مكتظة بالبضائع والمارة، فضلًا عن النفايات التي تخلفها بعد إزالتها يومياً، ما يزيد من الأعباء الخدمية والبيئية.
إن حل هذه المشكلة لا يكون بالمواجهة أو الإزالة العشوائية، بل عبر تحديد أماكن شعبية مخصصة لهذه البسطات، وتفعيل دور القانون في تنظيمها ضمن حدود ومساحات مرخصة من الوحدات الإدارية. ويمكن لتلك البسطات أن تساهم في دعم خزينة هذه الوحدات عبر رسوم رمزية، ما ينعكس إيجاباً في تحسين الخدمات العامة المقدّمة للمواطنين.
هموم المواطن كثيرة، لكن الحلول ممكنة إذا ما تضافرت جهود المجتمع مع الجهات المسؤولة، في سبيل بناء بيئة أكثر أماناً ونظاماً، ينعم فيها الجميع بالراحة والكرامة.