في اليوم العربي للغة الضاد.. موجّهة تربوية: ستبقى الأجمل بين اللغات والأكثر غزارةً وتنوعاً

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- فردوس دياب:

الحديث عن أهمية ومكانة ودور وجمال اللغة العربية، حديثٌ ذو شجون، ليس لأنها أمّ اللغات فحسب، بل لأنها تعدّ من أقدم اللغات في العالم ومن أجملها وأكثرها انتشاراً وتناغماً.

للحديث عن أهمية وجمالية اللغة العربية، وبمناسبة اليوم العربي للغة العربية الذي يصادف الأول من آذار، التقت “الحرية” الموجهة التربوية في مديرية تربية دمشق وصال فواز العلي، التي بدأت حديثها بالقول: إن للغة العربية أهمية كبيرة، كونها لغة العلم والادب والسياسة والحضارة، وتنبع أهميتها من أنها كانت ولاتزال وستبقى مفتاحاً للثقافة الإسلامية والعربية، كونها تتيح الاطلاع على الكم الحضاري والفكري لأمة تربعت على عرش الدنيا عدة قرون وخلفت إرثاً حضارياً كبيراً.

عمق معانيها
وأضافت العلي: هناك بعض السمات التي جعلت من اللغة العربية لغة فريدة، من أهمها الثراء اللغوي، وغناها بالمفردات، ونظامها النحوي المليء بالقواعد المستخدمة لترتيب الجمل والتعبير بالكلام الجميل، ومن سماتها أيضاً، أنها تتميز بأسلوبها اللغوي والبياني من خلال تضمنها التشبيه والجناس والطباق، وكذلك الاستعارة بنوعيها، وغناها بالتصريف الصوتي، حيث أنها اللغة الوحيدة في العالم التي توجد فيها حروف، غير موجودة بكل لغات العالم، مثل حروف الحاء والخاء والغين والعين والقاف، كما تتميز بفصاحتها وقوة مفرداتها وعمق معانيها، وقدرتها على أسر القلوب والعقول بكل حرف من حروفها، وقد اصطفاها الله عز وجل لكلامه البليغ في القرآن الكريم.
وعن التحديات التي تواجه اللغة العربية، بينت العلي أن من أهم التحديات التي تواجه لغتنا الأم مزاحمة اللغة العامية لها، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الاستعمال اللغوي الخاطئ الذي يؤثر على هويتها الثقافية، في ظل ضعف الدور المدرسي لجذب وتشجيع التلاميذ والطلاب على الاهتمام بها.

ومن التحديات أيضاً، تراجعها في الكثير من وسائل الإعلام من خلال ظهور العديد من القنوات والبرامج الحوارية التي يكون فيها الاعتماد على اللهجات العامية، وعدم عناية مدرسي اللغة العربية وغيرهم من المدرسين باستخدام اللغة العربية في شرح الدروس والتخاطب مع التلاميذ.

تمكين القراءة
وعن سبل النهوض باللغة العربية أكدت العلي أنه علينا أن نكون أكثر إدراكاً لما يجري من حولنا من انتقال سريع للمعلومات وتبادل واسع للثقافات، إضافة إلى تحديث وسائل تعليمها وتطوير مناهجنا وتأهيل معلمين بالتعلم التقني، ومساعدتهم على توفير الوسائل الفاعلة لتضعهم أمام تحديات عصرهم بالمعرفة والإبداع، وإتقان ثقافة الحاسوب والتحدث باللغة العربية الفصحى قراءة وكتابة وتعويد أبنائنا على التحدث والتعبير بها وإدخالها بوسائل التواصل الاجتماعي.

ومن الأمور المهمة التي تسهم في غرس حب اللغة في نفوس الأطفال والشباب، أوضحت العلي أن ذلك يكون من خلال تمكين القراءة عندهم لتصبح عادة متأصلة في حياتهم، لا مجرد هواية تمارس وقت الفراغ لتحفيز رغبة المعرفة لديهم،  بالإضافة إلى أنّ القراءة تدفع الطلاب إلى تنمية مهاراتهم التحليلية والنقدية والتعبيرية، وتعزز قيماً أخلاقية عديدة لديهم كالتسامح والانفتاح الفكري والثقافي، وفي هذا الصدد نوهت العلي بأنه لابد من الإشارة إلى مسابقة  تحدي القراءة العربي التي كان لها دور في  توحيد الميادين التعليمية والأسرية في العالم العربي، جنباً إلى جنب من أجل تحقيق هذه الغاية التي تسعى إلى تغيير واقع القراءة العربي من خلال رفع الوعي بمدى أهمية اللغة العربية لدى طلبة الوطن العربي، وتنمية مهاراتها وتحسينها لتمكين الطلاب من التعبير بلغتهم بفصاحة وطلاقة.

يذكر أن الاحتفال للمرة الأولى بتخصيص يوم للغة العربية كان عندما أقرت الهيئة العامة للجمعية العمومية للأمم المتحدة بأن تكون العربية سادس لغة معترف بها ضمن نشاطات الجمعية، أما اليوم الثاني فهو اليوم الأم الذي تبنته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، أما اليوم الثالث فهو اليوم العربي الصادر عن جامعة الدول العربية.

Leave a Comment
آخر الأخبار