في ندوة حول أمراض الزيتون..  اتحاد فلاحي اللاذقية: المزارعون الأكثر معاناة.. والقطاع بحاجة إلى التكاتف لإنقاذه

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – باسمة إسماعيل:

شهدت اليوم قاعة الاجتماعات في اتحاد فلاحي محافظة اللاذقية ندوة زراعية متخصصة، تناولت أمراض وآفات الزيتون وسبل مكافحتها، بحضور رئيس الاتحاد ورؤساء الجمعيات الفلاحية في الحفة واللاذقية، وعدد من المزارعين أصحاب حيازات زراعة الزيتون، إضافة إلى دكاتره وباحثين من مركز البحوث العلمية الزراعية باللاذقية.

استهل رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية ماجد محمو، حديثه أنه منذ بداية عمله بالاتحاد عمل على إعادة هيكلة الاتحاد والروابط الفلاحية في المحافظة، لتكون قادرة على إيصال الخدمات للمزارع، وفي تصريحه للحرية وصف المزارع أنه “أكثر مَن يعاني” من الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية، فقد ترك المزارع الزراعة وذهب لقطاف الغار لتأمين سعر ربطة الخبز، وهذا منظر مؤلم، اللاذقية غير بقية المحافظات فمحصولها الأساسي الحمضيات والمزارع لا يستطيع أن يقطع المياه عن المحصول، فأصبح يقسم المياه بين الشرب والسقاية.

ووجه محمو نداء لكافة المؤسسات الحكومية لدعم المزارع، حتى إنه وجه نداء للمستثمرين الذين أتوا ليستثمروا في اللاذقية سياحياً، نتمنى أن تستثمروا ولو جزءاً من استثمارتكم زراعياً.

وفي تصريح لصحيفتنا “الحرية” بيّن محمو أن الزراعة في المحافظة تعتمد على حيازات صغيرة من الحمضيات والخضراوات، أشبه بالجناين، فلا توجد حيازات ١٠٠ أو ٢٠٠ دونم، وللأسف ما يجعلها عرضة للتراجع السريع في ظل الأزمات.

وأشار إلى أن الحرب سحبت أغلب الشباب إلى الجيش في عهد النظام البائد، ما تسبب في توقف العمل الزراعي وتراجعه لنحو أحد عشر عاماً، إضافة إلى تراجع الإنتاج بفعل الانحباس المطري، ونقص مياه الري، والحرائق، وخاصة في منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان، واصفاً فلاحي هاتين المنطقتين بأنهم الأشد حاجة لدعم الزراعة فيهما، بعد أن طالتهم خسائر كبيرة بكل شيء حتى الآبار لم تسلم فقد تم ردمها، مؤكداً الحاجة الماسة لإعادة تأهيلها من قبل وزارة الموارد المائية.

وأوضح أن الاتحاد تعاون مع مديرية الموارد المائية لإنشاء سدات مائية لتقديم خدمة أكبر للفلاحين، وكانت السدات المائية في جبلة أكثر من اللاذقية لكون نسبة مياه السدود أكبر، كما قدم الاتحاد باللاذقية 500 ألف لتر مازوت دعماً للدفاع المدني أثناء الحرائق الأخيرة، والآن ننظم ندوات إرشادية للفلاحين، وأولى هذه الندوات هذه الندوة فقد دعينا رؤساء روابط الفلاحين في اللاذقية والحفة وبعض الفلاحين، ودكاتره من البحوث العلمية الزراعية باللاذقية، وعملنا هو صلة وصل بين المجتمع المدني والأهلي والحكومي، لتعزيز مفهوم التشاركية ومعالجة الأمور بشكل علمي لزيادة الإنتاج كماً ونوعاً.

وأضاف محمو: سنتوجه لعمل ندوات مشتركة مع مديرية الزراعة ومركز البحوث، وأيضاً سنقيم ندوات في جبلة والقرداحة.

ولفت إلى أن الاتحاد صوت الفلاح ومعه وبجانبه، وسيسعى إلى إيصال صوت الفلاح إلى الجهات المعنية، وطلب من الفلاحين الإبلاغ عن أي مشكلة عبر الرابطة الفلاحية.

وفي الجانب العلمي، قدم الدكتور خيام محرز، اختصاصي الأمراض الفطرية بمركز البحوث العلمية الزراعية باللاذقية، عرضاً تفصيلياً لمرض الذبول الفرتيسليومي الذي يصيب الأوعية الناقلة لشجرة الزيتون، مسبباً جفافها وتدهور إنتاجها، وصولاً إلى موتها خلال عامين في الحالات الشديدة.

وأكد أنه لا علاج كيميائياً يضمن الشفاء التام لشجرة الزيتون إذا أصيبت بمرض ذبول الفرتيسيومي، وأن الوقاية هي الأساس، مع اعتماد أصناف مقاومة وتجنب الزراعة قرب محاصيل حساسة مثل البندورة والفليفلة، مشيراً إلى تجارب حديثة لحقن الأشجار بمبيدات خاصة تقلل من شدة الإصابة.

ولفت محرز إلى أنه منذ عشر أيام تم توقيع اتفاقية بين الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية مع الاتحاد العام للفلاحين في سوريا، تضمنت الاتفاقية تعاوناً بكل الأوجه العلمية والخدمية، بما يخص الفلاحين وهي تسهم في رفع مستوى الزراعة ضمن الساحل السوري خاصة وسوريا بشكل عام، وانطلاقاً من هذه الاتفاقية كانت هذه الندوة أول تعاون.

من جانبها تناولت الدكتورة زهراء بيدق، رئيسة دائرة وقاية النبات في المركز ذاته، مخاطر ذبابة ثمار الزيتون، التي تعد من أخطر الآفات في معظم دول حوض البحر المتوسط، التي تؤثر في جودة المحصول، ويعتبر مناخ الساحل السوري مناسباً ويوفر لها بيئة مثالية للتكاثر حتى خمسة أجيال في الموسم.

وفي تصريحها لصحيفتنا “الحرية” بيّنت أن هذه الحشرة خطيرة تصيب ثمار الزيتون لأن ليس لها عائلة غير هذه الثمار، ما يجعل انتشارها يسبب جائحة وخاصة عندما تتوافر الظروف المناسبة.

Leave a Comment
آخر الأخبار
فوج إطفاء حسياء الصناعية  يطفئ حريقاً في منشأة (شيبس) انطلاق المرحلة الثانية من مشروع تعزيز القدرة على الصمود المحلي بسوريا "BLRS" في ندوة حول أمراض الزيتون..  اتحاد فلاحي اللاذقية: المزارعون الأكثر معاناة.. والقطاع بحاجة إلى التكا... سوريا- العراق.. تقارب اقتصادي يعيد خط كركوك- بانياس إلى الواجهة.. أمن الطاقة وتنويع مسارات التصدير و... وزير الثقافة يفتتح فعاليات "حمص تاريخ يُروى وثقافة تُبنى"من قصر الثقافة عمّان محطة اختبار أخرى للمسار السوري.. اجتماع سوري أردني أمريكي.. هل يكون الخيط الأول في حياكة قماشة... سوريا في المركز الثالث عالمياً بجائزة مدارس التميز البرمجي للموسم الحالي إنقاذ القطاع مرهون بتطبيق قرار منع المجمّد.. موجة الحر تفتك بقطعان الدواجن رئيس غرفة زراعة حلب متفائل بإنتاج فروج محلي وفير يغطي الاحتياجات اليومية.. ولا غلاء بأسعار المادة هل نجمّل ملامحنا أم نخفي هشاشتنا؟.. عمليات التجميل سباق محموم خلف صورة مثالية لا تعكس الواقع