قلة الأمطار تهدد السدود بعجز مائي كبير والزراعة الشتوية والصيفية في القنيطرة ودرعا بخطر

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – ممدوح عوض:

لاتزال محافظة القنيطرة تعاني هذا العام من قلة الهاطل المطري حتى الآن، حيث لم تجرِ الأودية والمسيلات المائية خلال الموسم المطري الحالي، على غير العادة في مثل هذه الأوقات من العام لرفد السدود بالمياه، ما انعكس سلباً على الوضع المائي لسدود المحافظة، وجعلها في حالة عجز مائي كبير، حيث لم تدخل السدود هذا العام أي كمية مياه من الأودية والمسيلات المائية نظراً لقلة الهاطل المطري، ما يهدد الموسم الزراعي الحالي (الشتوي – الصيفي)، حيث تروي سدود المحافظة مساحة 4400 هكتار من الأراضي الزراعية المروية في محافظتي القنيطرة ودرعا، وأغلب الأراضي المروية تقع في محافظة درعا ،حيث تزود سدود القنيطرة جميع سدود محافظة درعا بالمياه لسقاية المزروعات الشتوية والصيفية.

4400 هكتار  زراعات مروية على السدود

 

عجز مائي كبير
مدير الموارد المائية في محافظة القنيطرة المهندس بسام الشمالي أشار إلى أن الموارد المائية السطحية في المحافظة تتمثل بستة سدود مائية، وهي (المنطرة – كودنة – رويحينة – الرقاد – بريقة – الهجة)، بسعة تخزينية أعظمية تصل إلى نحو  80 مليون م3 بينما التخزين الحالي لكامل السدود الستة نحو 25 بالمئة من التخزين الأعظمي، أي الفارق 75 بالمئة عن الموسم السابق، وهذا يسمى الحد الميت في السدود، أي وصلنا إلى عوز مائي كبير بسبب قلة الهطول المطري حتى هذه اللحظة.
وأوضح الشمالي أن كمية الأمطار الهاطلة حتى مطلع شهر آذار الجاري ضعيفة جداً، حيث سجلت كمية الهطول في مركز محافظة القنيطرة حتى الآن 155ملم، بينما يقابلها الموسم السابق 520 ملم وفي منطقة حضر 370 يقابلها العام السابق 1183 ملم وفي منطقة نبع الصخر 111 ملم يقابلها 387 ملم، بينما في منطقة صيدا الجولان في القطاع الجنوبي من المحافظة سجلت 135 ملم يقابلها 450 ملم.

ولفت إلى أنه مازال هناك بعض الوقت لهطول الأمطار خلال شهري آذار ونيسان والتي عادة تكون بغزارات كبيرة في المحافظة لتعويض الفاقد الحاصل في سدود المحافظة.

صيانات دورية للسدود
وأوضح الشمالي استمرار أعمال صيانة السدود بشكل دائم خلال موسم هطول الأمطار، حيث يتم وبشكل دوري صيانة جميع مفرغات السدود وصيانة “السكورة”وبجميع الأقطار لشبكات الري الحكومية، كما تمت عملية تعزيل أقنية الري المكشوفة من المخلفات والطمي المتراكمة عن الموسم السابق وتعزيل جميع الأودية والمسيلات المائية على أرض المحافظة.

سدات مائية مستقبلية
وبين أن مديرية الموارد المائية قامت بدراسة إمكانية تنفيذ مشاريع سدات مائية في عدة مناطق بالمحافظة (سدة الحلس – سدة بللونة – سدة العتم – سدة نبع الفوار) نظراً لأهميتها في تخزين المياه وتعزيز استثمار الموارد المائية ورفع كفاءة استخدامها وعدم هدرها خلال فصل الشتاء.

خروج مساحات كبيرة
مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في القنيطرة المهندس جمال العلي، أوضح أن تأخر أمطار الموسم الشتوي الحالي أثر وبشكل كبير على زراعة المحاصيل الشتوية كالقمح والشعير، حيث إن المساحة الإجمالية من الأراضي المزروعة فعلياً من محصول القمح الموسم الحالي في القنيطرة بلغت 600 هكتار من الزراعات المروية والبعلية، منها 200 هكتار مروي و400 هكتار من الزراعات البعلية، بينما في الموسم السابق تجاوزت الضعف، في حين لم يكن محصول الشعير البعل أفضل حالاً من زراعة القمح، وأن المزروعات الشتوية المروية ستتأثر بشكل كبير، وخاصة في الريات التكميلية مع استمرار احتباس الأمطار وكذلك الزراعات الصيفية مع انخفاض مناسيب سدود المياه في المحافظة، حيث إنها في حدودها الدنيا، ما سيؤدي بالتالي إلى خروج مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية من عملية الإنتاج.

وأشار إلى أن عمليات زراعة المحاصيل الشتوية، وخاصة القمح والشعير، تأخرت بشكل كبير هذا الموسم بسبب تأخر وقلة موسم الأمطار، منوهاً بأن تأخر الأمطار وقلتها جعلا المساحات المزروعة في المحافظة في حدودها الدنيا هذا الموسم بسبب إحجام الكثير من الفلاحين عن زراعة القمح والشعير، وكذلك لغلاء مستلزمات الإنتاج.

Leave a Comment
آخر الأخبار