الحرية – أنطوان بصمه جي:
احتضنت قلعة حلب التاريخية، مساء أمس، احتفالية اليوم العالمي للسياحة والتي تنظمها وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الثقافة ومحافظة حلب وسط حضور رسمي وجماهيري، لتعلن بداية فصل جديد في حياة هذا المعلم الأثري، وتأكيداً على عودة الحياة إلى معالم المدينة التراثية بعد سنوات من التحديات.

لم تكن الاحتفالية مجرد حفل افتتاح تقليدي لأبواب القلعة التاريخية، بل شكلت شهادة حية على نقلة نوعية تشهدها المدينة على الصعيد العمراني والخدمي والسياحي حيث سلطت الضوء من خلال عرض “البرومات الوثائقية” التي تمحورت حول أعمال تأهيلها ، وجولة داخل مدينة حلب وتاريخها وحضارتها، وفيديو قصير يستعيد ذكرى أعلام حلب من الفنانين الراحلين الذين تركوا بصمة خالدة في ذاكرة سوريا.
ممثل وزارة السياحة زياد البلخي أوضح خلال حفل افتتاح قلعة حلب أن مدينة حلب تنبض بالحياة والثقافة رغم كل التحديات، وقلعتها تجمع بين المجد والعراقة والصمود والتحدي والانتصار والتاريخ، موضحاً أن كل زاوية في حلب تحكي قصة سوريا، وتروي حضارة عمرها آلاف السنين، والسياحة رسالة سلام وفخر بما نملك من إرث وتنوع وجمال.
بيّن وزير الثقافة محمد ياسين الصالح أن قلعة حلب صرح من صروح حضارتنا الشامخة، وافتتاحها إشارة إلى التعافي والصمود، مضيفاً: ثقافتنا الأصيلة عصيّة على الطمس رغم كل ما ألمّ بها خلال حقبة الحديد والنار والديكتاتورية.
من جانبه، أوضح وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح أن أبطالها الشجعان قدموا تضحيات عظيمة، ولولا دماؤهم لما كنا اليوم هنا في قلعة حلب، وأن المدينة ستبقى حاضرة من حواضر التاريخ ويليق بها الفرح.

بدوره، أوضح محافظ حلب عزام الغريب أن قلعة حلب ليست حجارة صامتة بل ذاكرة ناطقة، ومن على مدرجاتها مرّ الغزاة واندحروا، ومن على أسوارها كُتبت رسائل المجد بالحبر والدم والنور، مضيفاً في كل زاوية من زواياها هناك قصة، وفي كل نقش هناك رسالة بأن حلب لا تنكسر، وأنها إذا غابت تعود، وإذا تهدمت تبنى من جديد، مبيناً أن إعادة افتتاح أبواب القلعة للتاريخ وللفخر وللأمل، ونعيد فتحها لنقول للعالم، هنا حلب.
وتشتمل الاحتفالية التي تستمر على مدى يومين معارض تراثية تسلط الضوء على ما تشتهر به مدينة حلب من صناعات تراثية وتقليدية، فضلاً عن تقديم الوصلات الغنائية التراثية بصوت الفنان عبد الكريم حمدان ، كورال وفرق تراثية متنوعة، وعزف منفرد للفنان يامن جذبة وفرقة بساطة الموسيقية.
تصوير: صهيب عمراية