“كوب 30” من الكلام إلى التنفيذ

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية– يسرى المصري:

سوريا المحررة الدولة المستقلة ذات السيادة تعود بقوة لتثبت دورها في حل أكبر القضايا العالمية ومن جديد يعزز السيد الرئيس أحمد الشرع بصفته ووجوده الرمزي والقوي على المنصات العالمية مشاركة سوريا عبر  كلمة قوية أمام زعماء وقادة العالم وكبرى الشركات الاستثمارية كدولة خارجة من أزمة، واعية لتحدياتها، وجادة في المساهمة في الحلول العالمية، مما يرسخ صورة الدولة المستقرة التي تتطلع للمستقبل.

في قمة “كوب 30” لا تمثل المشاركة السورية حدثاً بيئياً وحسب، بل هي استراتيجية دبلوماسية شاملة تهدف إلى تحويل التحديات إلى فرص, فأمام التحدي الاقتصادي تقوم سوريا عبر المنصات العالمية بجذب الاستثمارات وإطلاق مشاريع الإعمار المستدام , وسياسياً نجحت دمشق في كسر الحصار وإعادة البناء الدبلوماسي وإعلامياً يمكن القول بأنه تمت إيصال الرواية والسردية السورية وأصبحت الصورة شفافة وواضحة بعد سنوات طويلة من الغياب .

وبالنظر إلى المسألة البيئية باتت الفرصة سانحة لمعالجة الإرث البيئي الثقيل للحرب.

حضور الرئيس الشرع على المنصات العالمية شكل اللبنة الأساسية في تعزيز السيادة الوطنية والتأكيد على حق سوريا بالمشاركة في صنع القرار العالمي بشأن قضايا تمس مستقبل شعبها، وأن قراراتها لا تفرض عليها

ومن الواضح أن كلمة الرئيس الشرع على هذا المنبر العالمي المرموق هو اعتراف دولي عملي بشرعية الحكومة السورية وكيان الدولة السورية. وهو رسالة واضحة بأن سوريا ممثلة بقيادتها الشرعية والقانونية، وليس بأي كيانات أو جماعات أخرى. كما تمثل المنصة فرصة ذهبية لتقديم الرواية السورية للرأي العام العالمي مباشرة، دون وساطة .

السردية السورية نجحت عبر المنصات العالمية في تسليط الضوء على صمود الشعب السوري وتضحياته. والتطرق إلى الآثار الكارثية للحصار الاقتصادي غير المشروع وعلى قدرة السوريين على التكيف مع تغير المناخ وتأمين مقومات الحياة الأساسية، واليوم تربط السردية السورية بشكل ذكي بين معاناة سوريا من تغير المناخ (كالجفاف خلال سنوات الحرب) وبين المعاناة

أن استقرار سوريا هو جزء من استقرار المنطقة والعالم، وأن دعم جهودها في إعادة الإعمار المستدام هو واجب أخلاقي وإنساني.

لم يكن اختيار بيليم البرازيلية لاستضافة قمة المناخ “كوب 30” عن عبث وكان من المتوقع أن يثير نقاشاً واسعاً، فالمدينة تواجه صعوبات كبيرة في البنية التحتية وارتفاعاً حاداً في تكاليف الإقامة، ووصول عشرات آلاف المشاركين إلى بيليم سيكشف واقع المدينة الصعب، إذ إن معظم سكانها يعيشون في أحياء فقيرة، وتعاني المدينة من الفقر والعنف وعدم المساواة.

وأما هذا المشهد العالمي فكان لا بد من عودة سوريا وإعادة اندماجها بالمحافل الدولية بعد سنوات من الحرب والعزلة كطرف فاعل وشرعي في معالجة القضايا المصيرية التي تهم البشرية جمعاء، مثل تغير المناخ. ومن جديد  من منصة قمة المناخ العالمي كوب 30  سيتم التأكيد “ما بعد التحرير”، على مرحلة البناء والتعمير والتوجه نحو المستقبل. فسوريا برغم كل ما عانته تعود إلى مكانها الطبيعي بين الأمم.

Leave a Comment
آخر الأخبار